العدد 3302
الأحد 29 أكتوبر 2017
banner
تطوير عمل المجالس البلدية
الأحد 29 أكتوبر 2017

بعد مرور أكثر من 16 عاماً على تجربة المجالس البلدية، مازال المجتمع غير راض عن أدائها، ترى ما هي الأسباب والحلول المطروحة لتحسين الأداء؟ نحتاج نية صادقة من الأعضاء الحاليين والسابقين وتوجها حكوميا جادا لتطوير العمل البلدي وتوسيع صلاحيات المجالس وزيادة الميزانية السنوية، فالواقع يكشف ضعف أداء البلديين، ففي دراسة استطلاعية حديثة شملت (5427) فرداً من مختلف المناطق، تبين أن 78 % لا يعرفون ممثل دائرتهم، ورفض 55 % منهم إعادة ترشيح العضو الحالي في انتخابات 2018، و62 % يرون أداء المجالس «دون المستوى».

يعزى ذلك إلى ضعف التنسيق مع المجلس النيابي وعدم التواصل مع الأهالي والوزارات الخدمية، فقلما تجد تعاونا بين النائب والبلدي، وغالباً العلاقات متوترة بينهما، في وقت لابد فيه أن يتواجدا معاً في الزيارات الميدانية ولقاءات الوزراء وحضور مجالس الأهالي وغيرها، فكلاهما مكمل لعمل الآخر، فالنائب له دور في تحريك المشاريع الخدمية من الناحية المالية وتقديمها كمقترحات، وعليهما السعي لإصلاح أي خلل في الصلاحيات والاختصاص وفق التشريعات والأنظمة.

لقاءات البلديين والنواب مع الوزراء محدودة جداً، وللأسف تنقصها الجدية في المتابعة والتنفيذ، نتطلع لتحويل تلك المبادرات الشكلية إلى جهود ملموسة، وبشأن التحديات، على البلديين إعداد دراسة شاملة عن الفرص والتحديات الحالية والمستقبلية معززة بالحلول والتشريعات المقترحة ورفعها للقيادة، مع أهمية تفعيل نظام تقييم الأداء السنوي للنائب والبلدي شاملاً لقاءاتهم الأسبوعية والدورية مع الأهالي التي تكاد تكون معدومة! وقياس دورهم في تطوير السياسات والتشريعات بالجهات الخدمية.
من المهم تعزيز التواصل بين النواب والبلديين السابقين والجدد بعد فترة الانتخابات مباشرة، وذلك لتبادل الآراء والخبرات واستكمال المشاريع الناجحة بدلاً من نسفها والبدء من جديد، مع ضرورة إلزام الأعضاء الجدد بدخول ورش تدريبية لفهم التشريعات والصلاحيات ومعرفة الفرص المتاحة أمامهم لإنجاح العمل البلدي والبرلماني بصورة مجدية ومشرفة للوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .