العدد 3301
السبت 28 أكتوبر 2017
banner
وزارة للسعادة
السبت 28 أكتوبر 2017

منذ سنوات قليلة ابتكرت دولة الإمارات وزارة للسعادة عينت فيها الشابة عهود خلفان الرومي، حينها استغرب كثيرون وجود مثل هذه الوزارة، بل وصل الأمر بالبعض إلى التهكم والسخرية، ظنا بعدم وجود حاجة لتلك الوزارة أو عدم وجود واجبات يمكن أن تناط بها، وهم في ذلك بعيدون عن الواقع الذي يحيط بهم الآن على الأقل. ما يمر به المواطن العربي والخليجي يجعله ربما أكثر من غيره بحاجة لمثل تلك الوزارة، فما بدأ يعانيه في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص جعل من السعادة أمرا بعيدا نسبيا عن فكره وتفكيره، وأضحى بحاجة لمن يرسم البسمة على شفتيه، ليس بالكلام أو البرامج الترفيهية التي كان البعض يرى أنها من مهمات وزارة السعادة، ولكن بالبحث في سبل التخفيف عنه وإزالة الأعباء التي تراكمت على كاهله وأحالته إلى مهتم بها أكثر من اهتمامه بالتفكير في السعادة ذاتها والبحث في سبل الوصول إليها.

من المهم أن لا يكون على رأس مثل هذه الوزارة من ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب كما يقال، فهؤلاء قد لا يميزون بين متطلبات السعادة التي يبحث عنها الإنسان، والتي تأتي من خلال المعاناة وتغييرها للأفضل، بل من الضروري أن يكون على رأسها من يملك الإحساس بالمعاناة التي عليها الإنسان ويستطيع فهم شعوره، فيعمل بالتالي في الطريق الصحيح ويسخر عمل وزارته لخدمة من يستحق السعادة وليس من ولد بها كما هو الحال في الكثير من الدول حاليا.

المعاناة بحاجة لمن يعمل على تخفيفها، من خلال التنسيق مع باقي الجهات التنفيذية المسؤولة، ومن الممكن أن يكون عمل الوزارة مع تلك الجهات أكثر من عملها مباشرة مع الإنسان... الله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية