مسيرة الشراكة بين مملكتي البحرين وتايلند، والتي تعززها وتضيف إليها المزيد من الجسور هذه الزيارة التي يقوم بها حاليًا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لها أبعاد وإضافات حضارية كثيرة لا تقتصر على الجانب الاستثماري والتجاري.

خلال السنوات الماضية من التعاون الوطيد، حرص سموه على أن تكون العلاقات الثنائية تشمل مجالات أوسع، فقد تم توقيع مذكرات تعاون – على سبيل المثال - في المجال الثقافي بغية تشجيع وتطوير التعاون في مجالات الفنون والثقافة والمجالات الثقافية الأخرى ذات الصلة، وتبادل الخبراء والمعلومات في مجالات الفنون، ودعم المشاركة في المهرجانات والاحتفالات العالمية، وتشجيع التعاون في مجالات الآثار والتاريخ والدراسات اللغوية والأعمال الأدبية، ومنها كذلك مذكرة التعاون السياحي التي تشمل تشجيع مكاتب السفر والسياحة على تنظيم رحلات سياحية وإقامة الفعاليات وأسابيع ثقافية مشتركة، وتبادل الخبرات في المجالات السياحي والتعليم والتدريب الفندقي والسياحي، والتعريف بالفرص المتاحة للاستثمار السياحي في البلدين، إضافة إلى تبادل المعلومات والخبرات الخاصة بتطوير وتنمية الحرف والصناعات التقليدية.

إن رابطة الآسيان تأسست على أهداف يجدر تأملها، ومنها تسريع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية وروح التعاون المشترك، والمشاركة من أجل تعزيز قواعد مجتمع يسوده السلام، ومنها أيضًا إقامة علاقات وثيقة مع المؤسسات الإقليمية ذات الأهداف المماثلة، وتعزيز التقدم الاجتماعي وتحسين مستوى المعيشة، وإشاعة السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي الإقليميين، ومملكة البحرين تمتلك إرثًا وإنجازًا كبيرًا في هذا الشأن.

زيارة سمو رئيس الوزراء دون شك ستكون إضافة مهمة من أجل تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك الموقع عليها وتفعيلها، والتباحث في استعراض الفرص المتاحة في الوقت الراهن وتسهيلاتها في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والثقافة والسياحة، ولعلنا نكون أمام خطوات قادمة كبيرة للتعاون بين البلدين في المجالات التجارية والصيرفة الإسلامية والأمن الغذائي والمنتجات واللحوم الحية، والتعاون في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، وفي مجال الطاقة والنفط والبتروكيماويات والسياحة والإعلام والثقافة والتعليم والصحة، وبهذا سيكون أمام اللجنة العليا المشتركة، خلال وبعد هذه الزيارة، الكثير من الإنجازات التي تسهم في دعم اقتصادنا الوطني ضمن مرئيات سمو رئيس الوزراء وفقه الله.