العدد 3297
الثلاثاء 24 أكتوبر 2017
banner
يوم الأمم المتحدة
الثلاثاء 24 أكتوبر 2017

من أجل تنمية العلاقات الدولية بين الشعوب وحفظ الأمن العالمي والسِلم الدولي وتعزيز احترام حقوق الإنسان دون تمييز بسبب اللغة والدين والجنس، وكحل لجميع مشكلات الدول الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولإنقاذ الإنسان من الدمار الذي شهده العالم وغيرها من الأسباب تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة في أكتوبر 1945م، ولكن بعد 72 عامًا من تأسيسها هل تحقق شيء من هذه الأهداف؟ أم بقيت حبرًا على ورق؟ هل ظلت الأمم المتحدة أمينة على مبادئها أم خضعت لهيمنة وتوجيهات القوى الكُبرى؟

تأسست الأمم المتحدة من أجل تحقيق المساواة بين البشر إلا أنها وضعت قوانين للتفاوت بين البشر والتمييز بينهم لسانًا ولونًا، وهذا ما لا يُجيزه القانون الطبيعي للحياة؛ آمنت بأن ثمار الأرض لجميع البشر لكنها تغافلت عن توزيعها العادل بينهم؛ وضعت مبادئ لتحقيق المساواة بين الدول والبشر لكنها وافقت على أن تكون هناك امتيازات لبعض الدول على حساب الدول الأخرى. لقد عمل مؤسسو الأمم المتحدة على تحقيق التطور لبلدانهم والتقدم لشعوبهم، وحافظوا على إداراتهم العامة في السيادة وعدم تدخل الدول الأخرى فيها، ولكنهم أباحوا لأنفسهم التدخل في شؤون الدول الأخرى واستعمروها وشطروها إلى ولايات وكانتونات، وتم استغلال ما فيها من موارد، كل ذلك يحصل تحت أعين الأمم المتحدة ونظر مسؤوليها ومندوبي دولها.

72 عامًا والأمم المتحدة تمثل صوتًا للأقوياء ضد الضعفاء، أداة للأقوياء لتحقيق أهدافهم ضد الشعوب الأخرى، عصابة أممية تقودها واشنطن كما تشاء، تقوم بتحريك القضايا الدولية ضد أية دولة تحاول أن تجد لنفسها مكانة بعيدة عن دائرة الدول المؤسسة للأمم المتحدة، بهدف إخضاعها وإشغالها بأمور هامشية لتمنعها من النهوض وتسدُ عليها طريق التنمية، لقد عجزت الأمم المتحدة عن حل كل مشاكل الشرق الأوسط السياسية والاقتصادية التي ساهمت في تكريسها، خصوصا القضايا العربية التي ظلت حبيسة أروقتها ومكاتبها تنتظر بين الحين والآخر الإذن السامي من واشنطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .