العدد 3295
الأحد 22 أكتوبر 2017
banner
مجلس الرئيس...شراكة مجتمعية
الأحد 22 أكتوبر 2017

رغم وجودي خارج الديار في زيارة قصيرة لـ “الكنانة” كانت عيناي معلقتين بمجلس الرئيس، متأملتين صحف البحرين، ماذا يحدث يا ترى في المجلس المهيب؟ كيف كانت حركة خليفة بن سلمان خلال الخريف المتآخي مع الإنجاز، وعبر الإنجاز المتآخي مع الوطن؟ هل هي القضايا التي دأب سموه على تتبعها وترتبط مباشرة بمعيشة المواطن، وطريقة حياته، ومستلزماته اليومية؟ أم هي القضايا الإقليمية والدولية التي تعيش في جلابيبنا وكأنها جزء لا يتجزأ من وطن؟ العمل الأهلي كان يشغل سموه، من منطلق الشراكة المجتمعية والمناسك الروحية، مؤسسات المجتمع المدني بكل إمكاناتها، والأفراد بكل فئاتهم وانتماءاتهم يؤمنون بالأدوار المجتمعية في الحياة اليومية ومن المؤسسات التطوعية، يدا بيد في مضمار الوطنية، وجناحان مرفرفان على صواري الوطن، الربان يوجه والسفينة تمضي، والضفاف تدعونا للزفاف، ها نحن أمة متحابة، متكاتفة، وها نحن قيادة وشعبا نحترم القانون والإنسان، ونخدم التوافق والتناغم مع الأفضل على الدوام.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، بتفاؤله المعتاد وجسارته المعهودة يلتقي “روتاري السلمانية”، يتابع عن كثب جهود القائمين عليه، وما إذا كانت تصب في خدمة المجتمع.

كثيرة هي المشاريع التي يساهم فيها القطاع الأهلي، ومتنامية تلك التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، حيث الرغبة المحمومة في مساعدة المحتاج ومساندة أصحاب المواهب والقدرات وحتى الاحتياجات الخاصة، لذلك يظل مجلس الرئيس منبرا مطلا على شقي رحى، مرآة دوارة على مستطيل النضارة والتفوق وبلوغ قمم الإبداع المتألقة، تنظر له الأمم كفنار مولع بالبحث الدائم عن الأمن والاستقرار وتصويب المسار، طلة متأنية من سموه كفيلة بإراحة مواطن من عثرته وإنقاذ منطقة من همومها، وإخراج المكنون المستقر في ضمير الوطن.

إن قيادة الأمم ليست مثل قيادة السيارة، تتعثر في مفترق طريق، حيث القائد الماهر يتجنب الحصى الأخطر باستمرار، وحيث الرئيس الحكيم هو الذي يتوقع المنحدر قبل الاستسلام له، إن رئيس الوزراء حفظه الله يرقب المشاهد كلها من ثقب صغير في كوة غير ناضجة، صبر أيوب في مواجهة المعاني غير الحاضرة، والحضور الكبير في غياب المواجهة المتعززة، فما للصعاب إلا خليفة، وما للمحن غير خطوته المباركة في أرض الوطن المباركة.

إن الشراكة المجتمعية التي ترسخها مؤسسات ستظل في نظر الرئيس محطة انطلاق للبقية المتبقية، للآخرين المجتهدين والأشقاء المتعاونين، لقد رأيت من بعيد أن الأمة التي يتحدث عنها الآخرون، هي التي تترك مسافة احترام بين الشقيق والصديق، وهي التي تأخذ في الاعتبار خصوصية الآخر مهما اختلفت وجهته وتباعدت زوايا رؤيته، جميعها خصال أصيلة تعلمناها من أب كبير دائماً، وحكيم دائماً، وقريب دائماً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية