العدد 3293
الجمعة 20 أكتوبر 2017
banner
“عودة الابن الضال”
الجمعة 20 أكتوبر 2017

هو عنوان فيلم من إخراج يوسف شاهين على ما أذكر، أنتج عام 1976 ووضع فيه صلاح جاهين ما اختمر به من أحاسيس حيال الهزيمة العسكرية عام 1967 والنصر العسكري عام 1973، ولكننا هنا لن نناقش محتوى الفيلم، بل سنأخذ عنوانه لنسقطه على ما نحن فيه في وقتنا الراهن. العنوان وليس المحتوى يتحدث عن جنوح إنسان معين لطريق غير صحيح لفترة زمنية، ولكنه يعود في زمن آخر، ربما يريد التكفير عن خطئه أو الاستفادة مما هو موجود في الزمن الجديد، أو لهدف آخر لا يعرفه غيره، الله أعلم بما يدور في خلده، ولكن في حالتنا نعي ونفهم ماذا يدور في مخيلة البعض الذي ضل طريقه سنوات، ونسي أهله وناسه واهتم بذاته، ثم فجأة يفكر في العودة! يريد أن يوهمنا بأنه عائد من جديد بنفس جديد وفكر مختلف ونية تحمل الصدق في ثناياها، ولكن تلك العودة تتم دون فعل مادي يوحي بذلك التغيير أو يمكن أن يجُبَّ ما دأب عليه هذا الابن طوال سنوات الضلال.

يظن هذا الابن أن أهله وناسه سينسون ما فعل، وأن علاقته بهم ستساهم في ذلك النسيان، وتدعمه وتخلق وهم العودة الصحيحة في عقول الأهل، ويعود ابنهم كما أرادوه من قبل، ولكنه نسي أن أهله يملكون عقولا تفكر وتدبر ويحسنون الظن بمن يستحق حسن الظن، ولكن يصعب عليهم أن يصدقوا عودة ذلك الابن عن الضلال، كونهم يعرفون أنه عاد لحاجة له يريد أن يقضيها ويستخدمهم لتلك الحاجة، ثم يعود من جديد لضلاله الذي كان عليه ويسيء إليهم من جديد كما فعل سابقا، فجوهر الناس يعرف بأفعالهم وليس الأقوال، وأفعال هذا الابن في سنوات الضلال جميعها لم تكن توحي بأمل عودته عن ضلاله لأن من عاش ودأب على حب الذات والأنانية لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسى تلك الذات ويتذكر في يوم من الأيام أهله وناسه... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية