العدد 3290
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017
banner
ماذا حدث في اليونسكو؟
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

دونت هذه الكلمات المتواضعة قبل أن تنتهي انتخابات اختيار المدير العام لليونسكو، وبالتالي فإن ما أسجله هنا لا علاقة له بمن الذي فاز بالمنصب أو من الذي ينبغي أن يفوز، وفي البداية نذكر أن اليونسكو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، ولكن ما حدث خلال انتخابات المدير العام لهذه المنظمة لا يمت بصلة للتربية ولا العلوم ولا الثقافة، ما حدث سوف يهز صورة هذه المنظمة وسوف يبقى وصمة عار في وجه المجتمع الدولي إلى الأبد.

من حق كل دولة عضو في المنظمة أن ترشح من أبنائها من يكون على رأس هذه المنظمة، طالما أن تاريخا للدولة في خدمة الثقافة العالمية والمحافظة على التراث الإنساني والبعد عن الإرهاب وتخريب هذا التراث، وطالما أن المرشح الذي ستقدمه شخصية لها وزنها واحترامها، ولها من المعرفة والفهم للثقافة العالمية ما يشرف هذه الدولة ويرفع من شأنها أمام العالم كله، ولكن ما حدث خلال عملية حشد أصوات الدول الأعضاء كان شيئا لا يمت للاحترام بأية صلة ولا يمت لدور هذه المنظمة بأية صلة.

دولة عربية يعرف العالم كله أن مسؤوليها يمولون الإرهاب ويساهمون في هدم التراث العالمي تحصل في المرحلة الأولى من الانتخابات على عدد من الأصوات، فكيف حدث هذا؟ وأي دور وأي تاريخ في خدمة الثقافة العالمية جعل هؤلاء يمنحون أصواتهم لمرشح هذه الدولة؟

العالم كله عرف أن مندوبي 13 دولة تمت دعوتهم لتناول الطعام في المطعم الموجود على بعد خطوات من مقر اليونسكو في باريس من قبل مرشح هذه الدولة، بل قام عشرة منهم على وجه السرعة بزيارة عاصمة هذه الدولة لتلقي العطايا السخية! فما هذا العالم الذي كان يسمى قديما بالعالم المتمدين؟ هل وصل كل شيء في هذا العالم إلى هذا الحد؟

على كل حال، الذي حدث يؤكد حقائق معينة حول الدور الذي تقوم به بعض الدول في إدارة شؤون السياسة العالمية، نحن لا نشعر بالصدمة ولا الاندهاش، فالدولة التي ارتضت لنفسها أن تكون حصان طروادة الذي يستخدمونه لخراب الأمة التي تنتمي إليها، من السهل، بل من المؤكد أن تستخدم كمطية للدول الكبرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية