العدد 3289
الإثنين 16 أكتوبر 2017
banner
ما بعد اليونسكو... وحتى اليونسكو
الإثنين 16 أكتوبر 2017

بعد انتهاء سباق رئاسة اليونسكو الذي فازت به الفرنسية أودري أزولاي، واللغط الذي حدث والمعروف لمن تابع هذا السباق، كتب الزميل علي سعادة (وقد عمل في مطبخ أخبار “الوقت” و”أسواق” في العشرية الأولى من هذا القرن)، “أمس خرج العرب من سباق المنافسة على رئاسة «اليونسكو» بعد خسارة المرشحة المصرية والمرشح القطري لصالح المرشحة الفرنسية، خسر العرب رئاسة «اليونسكو» عام 1999، بعد منافسة بين الشاعر السعودي غازي القصيبي، ورئيس مكتبة الإسكندرية المصري إسماعيل سراج الدين، فاز بها مرشح اليابان... معركة عربية على رئاسة «اليونسكو» بين الخبير الجزائري محمد بجاوي، ووزير الثقافة المصري فاروق حسني، فازت بها المرشحة البلغارية، تسببت منافسة مصر والمغرب على استضافة أول مونديال للقارة الإفريقية لكرة القدم في خسارتهما لصالح جنوب افريقيا عام 2010، تنافس كل من الأمير علي بن الحسين، والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ما أدى لخسارة المرشحين العربيين، ليفوز السويسري جياني إنفانتينو... الحكومات العربية تتعامل مع الدول العربية الأخرى مثل «الضرة» أو زوجة الأب».

أجدني أتفق جزئياً مع ما ذهب إليه الزميل سعادة، ولأنني قليل المعرفة بـ «الفيفا» وكرة القدم عموما، إذ لا أزال أعتقد أن البرازيل أفضل منتخب في الترتيب العالمي؛ فإن السباق على رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يعتبر من السباقات المثيرة، وأبرز من لفت أنظارنا إليها الشاعر والأديب والوزير والسفير السعودي الراحل غازي القصيبي عندما خاضها، بعدها ألقى محاضرة في جامعة البحرين أعتبرها شخصياً من المحاضرات التي لا يجب أن تفوّت، وهي تحت عنوان «اليونسكو... دروس الفشل»، والأجمل مشاهدتها لأسلوب القصيبي الفذّ في الحديث.

كثيرة هي الدروس التي ساقها القصيبي في هذه المحاضرة ولكنني سأسترجع بعضها، وأهمها: أن تكون الدولة قد وضعت عينها على الوصول إلى المنصب الدولي، ليس في الدورة المقبلة، ولكن ذلك بعد دورتين على الأقل، وأن تعمل بطريقة العد العكسي للوصول إلى «اللحظة الصفر» التي يتحقق فيها الحلم، وذلك عبر مخطط مدروس وممنهج، فالمسألة ليست انتظاراً في السيارة لوجبة سريعة.

كما أن البعض ظن أن المسألة عطايا ورشاوى وغيرها، وهذه مسألة ممكنة، ولكن ما موقف الدولة إن تكشّفت الحقائق والمنصب منصب ثقافة؟!

عرف اليابانيون أن جزءاً من المسألة أن يجيد المرشح لغة البلد التي تحتضن مقر اليونسكو (فرنسا)، فكان تحضيرهم لمرشح يجيد الفرنسية، ولم يقل للمرشح اذهب وقاتل وحدك، بل وقفت وراءه آلة يابانية ثقيلة بكل قوتها، واعتبرت فوز مرشحها مسألة شرف، ولم يتحدث المرشح إلا قليلاً، ولكن هناك من يهدر نيابة عنه بعبارات وتصريحات درست من قبل متخصصين، مُحكمة وسديدة.

ومهم جداً أن يكون الملف الثقافي، والاجتماعي للدولة الآتي منها المرشح «يبيّض الوجه»! فإذا أرادت دولة عربية أن تدفع مرشحها لرئاسة اليونسكو، فذلك لا يكون قبل أسابيع من الانتخابات، بل ذلك درب طويل قبل الوصول إلى الانتخابات ما بعد المقبلة في 2025.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية