العدد 3287
السبت 14 أكتوبر 2017
banner
نواب يتجاهلون مطالب ناخبيهم
السبت 14 أكتوبر 2017

أصوات الناخبين بُحت وتعالت صيحاتهم لتجاهل النواب مشاكلهم وقضاياهم المزمنة كأفراد ودوائر... أن يتجاهل نائب برلماني أبناء دائرته لشهر أو حتى بضعة أشهر فهذا ربّما يجد له من يبرره، لكن أن يمتد هذا التجاهل منذ لحظة فوز النائب حتى هذه اللحظة التي يشارف فيها المجلس على نهايته فهذا ما لا يمكن لأحد أن يجد له العذر على الإطلاق.

المواطنون يتذكرون الحملات الانتخابية وأنّ برامج المترشحين كانت تعدهم وتمنيهم بلقاءات شهرية أو فصلية لكن المؤسف أنها جميع الوعود تلاشت تماما من ذاكرة النواب، المسألة لا تتوقف عند حد تناسي ما قطعوا من تعهدات، لكن إنكار الجميل بلغ حد تجاهل المكالمات وعدم الرد عليها، والمثال الأقرب إلينا أنّ إحدى دوائر الشمالية بقيت تستصرخ ممثلها على مدى السنوات الثلاث الفائتة دون استجابة ولا حتى التفاتة عابرة منه،  وبقوا اليوم يندبون حظهم العاثر لسوء اختيارهم الذي أوقعهم في هذا المصير البائس.

أبناء الدائرة يشكون مر الشكوى، وبالتأكيد هناك مواطنون من مناطق أخرى يؤكدون أنّهم لم يتركوا بابا يمكنهم من التواصل مع النائب إلا طرقوه، بيد أنّ كل محاولاتهم منيت بالفشل الذريع.

هؤلاء الطيبون بقوا سنوات وهم يتحرقون شوقا لمن يحمل مطالبهم أو حتى يستمع لنداءاتهم لكن كل أمنياتهم تحطمت.

ترجح الجماهير أن لامبالاة النواب وتجاهلهم الدائم يقعان بين احتمالات ثلاثة، إما أنّ النائب لا يشعر بحجم الأمانة المكلّف بها وبالتالي فإنه لجأ إلى (تطنيش) ناخبيه دون أي شعور بالحرج أمامهم، أو أن لديه الثقة بأنه لا توجد جهة تحاسبه - باستثناء ضميره -، أو أنه لا يملك الصلاحيات التي تمكنه من التحرك وتلبية طلباتهم، وهذه الأخيرة لا يمكن لعقل أي إنسان تقبلها لسبب بسيط هو أنّ ممثلي مناطق أخرى وجدت تحركاتهم صدى إيجابياً ما أمكنهم من إنجاز نسبة معقولة مما يطمح إليه الناخبون.

إنّ الأشد مرارة في النفس هو ما يقوله بعض النواب عند انتقاده جراء إهماله الشكاوى بأنّ طلبات منطقته الخدمية غير معنيّ بها ومهمته تنحصر في العمل التشريعيّ تحت قبة البرلمان فقط، متناسياً ما تعهد به أمام ناخبيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .