العدد 3278
الخميس 05 أكتوبر 2017
banner
تقسيم العراق... هل فات الأوان؟
الخميس 05 أكتوبر 2017

أسئلة كثيرة تشغل الناس هذه الأيام حول الاستفتاء الكردي الخاص بانفصال كردستان العراق، من أهمها هل انتهى الأمر وأصبحت عملية تقسيم العراق عملية محسومة، وأن الكلام في غير ذلك بات أمرا لا طائل من ورائه؟ وهل من حق الأكراد وقائدهم البرزاني أن يقتطعوا جزءا كبيرا من دولة العراق ويسمونه دولة كردية؟ أم أن هذا الأمر يخص الشعب العراقي كله، على أساس أن الدولة العراقية بكل تفاصيلها مسألة تخص العراقيين جميعا؟ وإذا كانت الإجابة على السؤال الأخير نعم، فما الذي يمكن أن يفعله بقية العراقيين والحكومة العراقية في مواجهة قرار كردي انفرادي تم اتخاذه دون اتفاق مع بقية أطياف الشعب، خصوصا أن السماح للأكراد بالانفصال يمكن أن يكون بداية لتفتيت الدولة العراقية بكاملها وتحويلها إلى دويلات صغيرة، فيمكن للطوائف الدينية المختلفة أن تسعى إلى عمل دولة لكل طائفة، ناهيك عن القوميات أو العرقيات الأخرى؟

السؤال الأهم هنا هو: ما الذي يجعل البرزاني زعيم الأكراد يتحدث بهذه القوة والثقة، رغم أن دول الجوار، تركيا وإيران وسوريا ترفض انفصال الأكراد وتصر على استمرار وحدة الأراضي العراقية، وعلى الرغم من أن الأكراد على مر التاريخ تم خداعهم من قبل القوى الدولية الكبرى التي قدمت لهم الوعود بإقامة دولة كردية في مواقف كثيرة ولكنها في النهاية لم تعطهم شيئا.

هل إسرائيل وحدها هي التي شجعت البرزاني وأعطته القوة، أم هناك قوى دولية كبيرة تسعى لإقامة إسرائيل أخرى في هذه المنطقة؟ الشيء المؤسف أن الاستفتاء أتى في فترة عصيبة في تاريخ الأمة كلها، فكل دولة عربية لديها ما يكفيها! فهل يدرك كل من يهمه الأمر أن انفصال الأكراد سيؤدي عمليا لتفتيت العراق، وأن هذا سيكون فأل شؤم على دول أخرى في المنطقة، وسوف يذيع استخدام مصطلح حق تقرير المصير الذي سبق أن فتتوا به دولا كثيرة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية