العدد 3276
الثلاثاء 03 أكتوبر 2017
banner
الأميركي الذكي
الثلاثاء 03 أكتوبر 2017

أتقن روبرت اللغة العربية؛ لأنه الغربي الوحيد منطقة سكنه بالمغرب. كان معلما للإنجليزية نهارا. ويتعلم لغة الضاد عصرا. يقرأ الصحيفة، ثم يناقش مضمونها بالدارجة المغربية مع أصدقائه.

في فترة غزو العراق للكويت بالعام 1990، لم يحزم حقائبه عائدا لدياره، وإنما انغمس بزحمة مقاهي القاهرة الشعبية.

سأل مرتاديها عن موقفهم من الحرب. ردوا عليه: “إنك جاسوس من الـ CIA”. ويعقِّب عليهم بنكتة شعبية، ثم يضحك الجميع.

وعندما وصلت شنطته البحرين. قصد العاصمة. وسجّل إعجابه. اعتبر المنامة فسطاطين للثقافة الغربية والعربية. وجد الهامبورغر بمذاقه الأصلي ومطاعم موطنه بكل تفاصيلها الدقيقة. وإلى جوارها البحرين القديمة بمبانيها وتاريخها وثقافتها وأكلها العربي و... شيشتها.

في 11 سبتمبر 2001، ضربت طائرتا تنظيم القاعدة الإرهابي مركز التجارة العالمي بنيويورك. صُعِقَ رجل الأعمال توفيق المؤيد، ووكز روبرت: “اقرأ الخبر من الإنترنت!”.

كان المؤيد من أوائل البحرينيين الذين يستخدمون هواتف ذكية. أما نائب السفير الأميركي روبرت، فلم يكن يقتني هذه التقنية. اضطر لمغادرة الاجتماع. واتجه لمبنى السفارة بالمنامة.

روبرت فورد شخصية دبلوماسية ذكية، وله مستقبل صاعد بإدارة واشنطن، غادر المنامة مسؤولا مهما بسفارة بغداد، ثم سفيرا بالجزائر، وآخر سفير لأميركا بدمشق قبل إغلاق مقر البعثة، وأجده ضيفا شبه دائم بأي برنامج عن سورية في الفضائيات.

التقيته أكثر من مرة فترة ولايته مع أطياف مختلفة، انخرط بالمجتمع، وبات ضيفا مرحبا به بمجالس المحرق وجمعيات اليمين واليسار، وهذا سر نجاح أيّ دبلوماسي أميركي.

تيار

“الشعير يصبح بالميزان رفيقا للذهب”.

مولانا جلال الدِّين الرومي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية