مرة أخرى وليست أخيرة يظهر رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في يوم “الموئل” ليعبر عن هموم أمته، عن طموحاتها في مسكن لائق، مناسب في سعره، مرتفع في جودته، معبر عن احتياجات مواطنيه.

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يخرج فيها الأمير الوالد إلى مواطنيه ليؤكد لهم أن رغباتهم في ضميره تتحرك نحو التحقق، وأن أحلامهم في خياله تتجلى وتعيش واقعها على خير ما تكون.

رئيس الوزراء لم ينتظر مناسبة عالمية، أو ذكرى سنوية، أو احتفالية من أية نوع كي يقول لشعبه، إنكم في صميم تفكيره، يعيش معكم وتعيشون معه، يسابق الزمن مع حكومته ليحقق لكم آمالكم في حياة أفضل، ويحاكي معكم تطلعاتكم في مستوى معيشي كريم، ليست “الإسكان” هي المعضلة في حد ذاتها، إنما المعضلة هي أن تكون الوحدة السكنية في متناول الجميع، أن تكلفتها مناسبة لدخله، ملائمة لأفراد أسرته، متوافقة مع ممارساتهم اليومية وعاداتهم وتقاليدهم الاعتيادية.

لقد وعد سموه في اليوم العالمي للمستوطنات البشرية الملقب بـ “الموئل” أن يكون لكل مواطن سكنه الملائم وبالكلفة المناسبة، أن ينعم كل مواطن ببيت مريح داخل وطنه الكبير الآمن، وبمناخ بحريني أصيل يتناغم مع فكره، وطموحه والتزاماته.

إن المسكن الملائم في نظر الأب الرئيس ومثلما يشير في مجلسه المهيب يعني ملاذا من كل ضياع، ورعاية من كل شر، هو الجدار العازل بين التيه واليقين، بين الضمانة والخطر، ثم بين الالتحاف بالمواطنة الكاملة، والالتفاف على المواطنة الكاملة.

إن المواطن هو كلمة السر في تصريحات سمو الرئيس التي أطلق لها العنان يوم الأحد الماضي، وكأنها بيان صارم للحكومة، والتزام أخلاقي من الدولة، “إن السكن الملائم حق لكل مواطن”، وإن توفيره لم يعد ترفاً  أو شعاراً أو لافتة على جدار، لذلك تحدث سموه حفظه الله عن التكاليف والأعباء، عن المواءمة والملاءمة وذوي الدخل المحدود، هؤلاء لابد وأن ينعموا بالسكن المناسب، وهؤلاء قبل غيرهم سوف يحصلون بعون الله ورعايته على السكن المناسب، وأولئك وهؤلاء لن يقلقوا بعد اليوم من أنهم لم يحصلوا حتى الآن على السكن الكريم والمناسب.

إنها إرادة رئيس تجسدت في كلمة، تراءت لسموه في مناسبة، لكنها لم تكن أبداً وليدة اللحظة، ففي مجلسه تجسدت الرؤى، وفي إشاراته للمسؤولين عن الإسكان في الدولة ما يؤكد حرص الرئيس على توفير الخدمات الإسكانية للمواطنين بكل دقة وفي مواعيدها المقررة سلفاً، ومن دون أي تلكؤ أو تأجيل.

هذه هي معرفتنا القريبة بالرئيس، وهذا هو ملمح من وفاء، ونبذة في عطاء.