الرسالة التي وجهها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمستوطنات البشرية “الموئل”، والذي يقام هذا العام تحت شعار “سياسات الإسكان.. منازل بأسعار معقولة”، ترسم للعالم الطريق الصحيح في عملية التنمية والتخطيط من أجل المستقبل والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة لمزيد من الازدهار والتقدم للبشرية، فسموه أيده الله عندما يناقش ويبحث ويعرض الحقائق بموضوعية فإن العالم بأسره ينصت إليه لأنه أوتي من العلم والمعرفة والتجربة والحنكة ما لم يؤت لغيره من الزعماء.

دعا سموه في كلمته “المجتمع الدولي إلى إيلاء المناطق الفقيرة والأشد احتياجا اهتماما أكبر بشكل يرفع المعاناة عن قاطنيها ويوفر لهم الاحتياجات الضرورية في قطاعات الإسكان والصحة والتعليم، لما لذلك من أثر مباشر في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي في مفهومه الشامل”.

هنا يبين سموه حفظه الله ورعاه الطريق الصحيح للعمل البناء الذي يشمل جميع جوانب الحياة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والتربوية، ولابد من صحوة الحكومات للخطر الذي يهدد المناطق الفقيرة، بل توسيع العمل لتحسين أحوال تلك المناطق والبدء فورا في الإجراءات الكفيلة بحمايتهم وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في آن واحد، فالملايين من البشر في مختلف المناطق الفقيرة يتطلعون إلى التنمية وتحسين مستويات معيشتهم وإشباع حاجاتهم الأساسية، والأرقام التي كشفتها إحصائيات برنامج “الموئل” كما قال سموه عن وجود نحو 1.6 مليار نسمة في العالم يعيشون في مساكن غير ملائمة، من بينهم مليار نسمة يقطنون أحياء فقيرة ومستوطنات عشوائية، أرقام مخيفة تجعل المجتمع الدولي على المحك لتأمين انطلاق مسيرة التنمية والتغيير في تلك المناطق والأحياء وتوسعة وتعاظم الأدوار في كل المجالات. كما قال سموه: (إن التحديات العديدة التي يرزح العالم تحت وطأتها تتطلب بذل جهود مضاعفة لإمضاء الأهداف الإنمائية على نحو يجنب البشرية مزيدا من المخاطر المحتملة)، هناك مواقف صعبة وتحديات كثيرة بسبب اختلاف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن لابد للعالم أن يعمل على أفضل وجه ممكن لمواجهة التحديات ومضاعفة فرص النجاح بصفة مستمرة ونشر مزيد من النور ودفع عملية التقدم إلى الأمام.