العدد 3274
الأحد 01 أكتوبر 2017
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
بين ترامب وميركل
الأحد 01 أكتوبر 2017

تباين موقفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن ملف الهجرة خلق نوعا من الفتور في العلاقات بين الزعيمين على المستوى الشخصي، إذ لم يخفِ ترامب بغضه لميركل حين قال صراحة “أنا لست من المعجبين بها (ميركل)؛ لأنها سمحت لأكثر من مليون لاجئ بدخول بلادها في العام 2015، إنها بذلك أهانت ألمانيا”.

وفي المقابل وصفت المستشارة الألمانية، أثناء قمة مجموعة الدول السبع في إيطاليا مايو الماضي، أميركا تحت قيادة ترامب بأنها “لم تعد شريكا يعول عليه”، موجهة له سيلا من الانتقادات بسبب تصريحاته، التي وصفتها بالهراء، عن الناتو، ورفضه لاتفاقات باريس بشأن المناخ، وإعجابه “غير المفهوم”، على حد تعبيرها، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بالطبع الصحافة الأميركية لا تترك فرصة كهذه إلا وانتقدت ترامب وشككت في قدرته على قيادة بلاد العم سام في مرحلة حرجة تشهدها أميركا على صعيد السياسة الخارجية. وفي إطار التصيد لكل شاردة وواردة من قول وفعل وحتى إيماءة يمكن أن تؤخذ على ترامب، أبرزت وسائل الإعلام الأميركي ما وصفته بتجاهل ترامب مصافحة يد ميركل الممدودة إليه عندما التقيا في البيت الأبيض مارس الماضي، ودافع ترامب عن نفسه قائلا إنه لم يسمعها وهي تدعوه للمصافحة!

ربما كان ترامب يمنِّي النفس بتعرض ميركل للهزيمة في الانتخابات الألمانية أمام منافسها زعيم “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” مارتن شولتز؛ كونه من أشد منتقدي سياسة “الأبواب المفتوحة” التي تنتهجها ميركل، فوجود شولتز على رأس هرم القيادة في أوروبا من شأنه أن يخفف الضغط الواقع على ترامب؛ بسبب تعامله مع ملف الهجرة، وأن يرفع عنه حرج تشديد القيود على المهاجرين، فيما تفتح ميركل على الجهة الأخرى من الأطلسي ذراعيها لهم. بعد فوز ميركل بولاية رابعة يوم الأحد الماضي سارع قادة العالم إلى تهنئة زعيمة أكبر دولة أوروبية وربان سفينة اليورو، فيما لاحظت الصحافة الألمانية تأخر تهنئة الرئيس الأميركي، ليبدأ الإعلام الأميركي في توجيه سهامه الجاهزة صوب ترامب، مستخدما كل ما تيسر له من عبارات القدح المبتكرة في حقه. قبل أن يصل الجدل إلى حد الإرباك، فعل ترامب ما يتعين على أي رئيس أميركي فعله، واتصل مساء الخميس الماضي بميركل ليهنئها بالفوز، وإن كان فعلها على مضض، يبقى إعلاء المصلحة الوطنية أهم عند الدول الكبرى من أي شيء آخر، فالاتصال، رغم تأخره، قد تم، والأهم ما دار خلاله من مباحثات حول قضايا تتعلق بمستقبل منطقتنا، وتؤثر على حاضرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية