لله الحمد والمنة، حققت حلقتا «الذكرى الخالدة... دور سمو رئيس الوزراء في رعاية الشعائر الدينية والحسينية» المنشورتان في صحيفة «البلاد»  صدىً واسعًا بين القراء الكرام من خلال اتصالاتهم ولقاءاتهم، وكان الجانب الأبرز في ذلك التفاعل هو العرفان لدور سمو رئيس الوزراء في مسيرة عقود من إحياء ذكرى عاشوراء في مملكة البحرين حتى تميزت عن سائر الدول في هذا المجال، ودور سموه مشهود ومشكور.

ونحن نعيش العاشر من المحرم، فإن لهذه الذكرى أبعادها التي نتأمل معانيها في بناء الأوطان والمجتمعات ونشر مبادئ الخير والسلام والتسامح والمحبة، وهي المبادئ التي حملها الإمام الحسين، وهي مستمدة من دين الله سبحانه الذي جاء به المصطفى. إن مبادئ عاشوراء الحسين هي تلك التي يمكن أن تعتنقها كل المجتمعات الإنسانية في نبذ التعصب والكراهية والتطرف، وإثراء المجتمع بالجميل من الأعمال والعطاء الحسن.

ونعيد التذكير بجانب مهم ركز عليه سمو رئيس الوزراء في لقائه مع أعضاء الهيئة العامة للمواكب الحسينية حين قال سموه إن البحرين عبر تاريخها الطويل قدمت للعالم نموذجاً في التآخي وتماسك النسيج الاجتماعي، وفي هذه النقطة تحديدًا يريد سموه أن يؤكد أن ذكرى عاشوراء هي مناسبة جليلة لها فعلها وأثرها.

ومن البديهي أن يكون للمنبر الحسيني دوره الكبير في تعزيز جسور التواصل الإنساني، وليس الديني فحسب، لأن رياح التغيير التي تعصف بكل العالم لها هبوبها الخطير أيضًا، وللمناسبات الدينية دور في غرس الوعي وتقويته، فمع إشارة سمو رئيس الوزراء إلى دور المناسبات الدينية في تعزيز روح التآلف وتقوية النسيج الاجتماعي، وبما تقوم به دور العبادة ومكانتها الدينية في الحفاظ على وحدة الكلمة بين أفراد المجتمع، وترسيخ ونشر الوسطية والاعتدال والقيم والمبادئ التي يحض عليها ديننا الإسلامي الحنيف، يتبين لنا أن سموه يرى في هذه المناسبة العزيزة مزيدًا من الفرص المتجددة سنويًا لإعلاء تلك القيم لاسيما في نفوس الشباب، فسموه مؤمن بأن كفالة حرية ممارسة الشعائر الدينية في مملكة البحرين نهج نابع من التمسك بما يدعو إليه ديننا الإسلامي من قيم ومبادئ سامية، وحرص الآباء والأجداد عليه على مر التاريخ، في إطار التمسك بنشر وترسيخ قيم التسامح ووسطية الإسلام واعتداله، وبإذن الله، ستبقى مملكة البحرين روضة لكل عطاء وفكر إنساني كريم.