العدد 3274
الأحد 01 أكتوبر 2017
banner
لغة لفهم بعضنا
الأحد 01 أكتوبر 2017

هذا المجتمع الصغير الذي نعيش فيه بحاجة للكثير من التفاهم بين مختلف المؤسسات فيه، سواء الرسمية أو الأهلية أو بين الدولة والمواطنين، حيث لا يكون هناك انفصام أو تقاطع للمصالح، فحين تلتقي مصالح الجميع دولة وشعبا ومؤسسات تكون النهضة والتقدم، وحين تنقطع العلاقة بين هذه الأطراف وتتباعد المصالح يحدث التخلف والتأخر في كل القطاعات، ومن هنا لابد أن يراعي الجميع مصلحة الجميع، وربما سائل يسأل كيف أجيبه كالتالي... لا تصدر الدولة قرارات وإجراءات تتعارض مع مصلحة الناس قاطبة، ولا يتصرف الناس بسلوكيات تتعارض مع القوانين واللوائح التي تنظمها الدولة خدمة للمصالح العامة، كما لا تكون المؤسسات الرسمية حائط صد أمام المؤسسات الأهلية، ولا يكون العكس، وهناك مثال صارخ على هذا التعارض ونتيجته بارزة على السطح، وهي عدم قدرة الشركات الصغيرة اليوم على التحرك والعمل ضمن إجراءات تجريبية دائمة الصدور، فبين كل أسبوع وآخر نشهد إجراءات من هيئة سوق العمل تزيد وطأة التحرك في السوق وتراكم الأعباء على أغلب الشركات، وما يعاني منه الأفراد نموذج لتعارض المصالح.
من جهة أخرى تكتمل الصورة عندما يتعاون المواطن مع الدولة، ويلتزم بالقوانين التي تنظم العلاقة بما يضمن سلامة واستقرار الوطن، ولا يكون هناك من هو فوق القانون، ولا من يكسر القانون حتى لو كان هذا القانون به عيب أو يتعارض مع مصالح المواطنين، هناك هيئات تشريعية بإمكانها معالجة القصور في القانون، كما أن الدولة ملتزمة بتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار والأمن وحماية البيئة وخصوصا الشواطئ والسواحل التي تضمن سلامة الثروات والبيئة وليس كما حدث في المحرق التي فقدت أكثر من ثلثي بحرها وأصبحت الثروة السمكية مهددة، ومن علامات ذلك الأزمة السمكية الأخيرة التي لم يكن من أسبابها فقط حرارة الجو بل أيضاً تلك الحفارات العملاقة التي دفنت البحر ووصلت للأعماق.

كما ذكرت في البداية نحن مجتمع صغير، وبالإمكان احتواؤه والنهوض به والعمل على ازدهاره بوسائل أبسط من تلك التعقيدات التي نراها اليوم في الكثير من الوجوه، حيث يشتكي الجميع من الجميع، وكأن هناك لغة أجنبية غريبة على الجميع لا تمكنهم من التواصل مع بعضهم، وهو أمر يعرقل الوصول إلى النتائج التي تلبي الطموح في مجتمع يعمه الرخاء، وهذا لا يعني مجتمعاً مثالياً خارقاً لأن ذلك غير متوفر على هذا الكوكب، ولكن مجتمعاً متكافلاً يسعد الجميع بواقعية كتلك المجتمعات في السويد والنرويج وسنغافورة وغيرها حيث لا تكون أزمة نقص الأسماك وارتفاع أسعارها أزمة وطنية، نحن بحاجة فقط للغة للتفاهم فحسب.


تنويرة: لا تنصت للأغلبية دائماً، ففي الغالب تكون مدفوعة مع الرياح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية