+A
A-

بلحاج.. عندما يتحول الإرهابي إلى رجل سلطة

بعد أن عصفت الحرب بليبيا عقب انهيار نظام معمر القذافي، تحول بعض أعضاء تنظيم القاعدة في ليبيا من مسلحي ميليشيات إلى رجال سلطة.

وعبدالحكيم بلحاج واحد من هؤلاء، الذين سلطت عليهم صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الضوء، فهو وفقا للصحيفة تخلى عن بندقيته وبزته العسكرية استعدادا للترشح للانتخابات.

غير أن تخليه عن القتال ليس كفيلا بمحو تاريخه، الذي لا يزال حاضرا في كل زوايا ليبيا التي تمزقها الحرب.

ولدى بلحاج سجل يمتد من قتاله إلى جانب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان، ثم زعامته للجماعة الليبية المقاتلة المدعومة من الدوحة، وقيادته لمجلس طرابلس العسكري، وهي كلها مسميات مختلفة لجماعات وميليشيات تحمل فكرا متطرفا واحدا.

بلحاج اعتبر شخصية إرهابية على مستوى عالمي أيضا، فقد اعتقل واستجوب من قبل المخابرات المركزية الأميركية على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ورغم هذا السجل الإرهابي الحافل، يصبح اليوم بلحاج لاعبا أساسيا في المشهد السياسي الليبي.

وأنصاره اليوم هم مجموعة من مسلحي ميليشيات موالية له، كانت قد اكتسبت صبغة شرعية إثر دعمها لحكومة الوفاق الوطني، إلا أن حصول شخصية مثل بلحاج على كل هذه المكتسبات ليس أمرا مستغربا.

فقد استفاد من الانقسامات والفراغ  في البلاد، كما نال دعما سخيا من الدوحة، مكنه من تمويل ميليشياته الإرهابية في طرابلس وعلى رأسها جماعة "فجر ليبيا"، التي قتلت مئات المدنيين الليبيين.

 

الدعم القطري

وبلحاج أصبح مفروضا على المشهد السياسي الليبي أيضا، عبر وسائل الإعلام القطرية، التي سوقته "قائدا ثوريا" وشخصية سياسية "متزنة" على عكس الحقيقة.

وهذا الدعم القطري المادي والإعلامي، حول بلحاج في غضون سنين من شخصية إرهابية مطلوبة دوليا إلى صاحب ثروة تقدر بالمليارات رغم نفيه لذلك.

ويأمل أنصار بلحاج بأن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الوزراء في ليبيا بعد استقرار الوضع في البلاد، الذي زعزعه بلحاج وميليشياته الأمن ليس فقط في الداخل الليبي بل حتى خارجه، وهو أمر يعززه ثبوت وجود علاقة بين الجماعة اللبية المقاتلة ومنفذ هجوم مانشستر في بريطانيا.

إذ لا يعد هذا الهجوم الوحيد، الذي يدين بلحاج وميليشياته الممولة من قطر، فكل منهما (بلحاج والدوحة) لديهما سجل حافل بدعم وتمويل الإرهاب لتحقيق مصالحهما وأهدافهما الخاصة على حساب الشعب الليبي وبقية شعوب المنطقة.