قلنا من قبل إن قضية التقسيم جارية في العراق منذ 2003، وساهم في إشعالها كثيرون، على رأسهم – بعد أميركا والغرب بالطبع – إيران وتركيا نكاية في العراق وهدما لأحد الجدران الماثلة في وجه الصهيونية والغرب، وهذا كلام لا يعجب البعض بالطبع لكنه يمثل الحقيقة، ثم داروا مؤخرا إلى سوريا التي أعادوها كما أعادوا العراق سنوات طويلة إلى الخلف.

لذلك لا نرى جديدا في قضية الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم الاثنين 25 سبتمبر، وتدخل المجتمع الدولي والغرب على وجه الخصوص ومعهم الأمم المتحدة ليس حبا في العراق ورغبة في عدم تقسيمه، لكن فقط لتأجيله حتى تكتمل الطبخة ويقل تأثيره على الغير، وليس العرب، والغير هنا نعني به إيران وتركيا اللتين أشعلتا نار تقسيم العراق، وتساهمان حاليا في محاولة تقسيم سوريا، وتظنان أن تلك النار ستكون محدودة مع أنها ستكون مثل نار الغابات في الصيف تمتد دون توقف.

لذلك نجد المعارضة الشديدة من قبل الدولتين لعملية الاستفتاء المزمعة، فنارها على وشك النيل منهما، وستقتحم ما تظنانه هدوءا تنعمان به، فقد عملتا على زعزعة استقرار وأمن المنطقة، إيران وتركيا والغرب على يقين بأن المنطقة بكاملها على شفير الانفجار لو أقدم مسعود البرزاني، على إعلان دولة جديدة (إسرائيل جديدة)، شمال العراق، والتي بالتأكيد ستجر أكراد تركيا وأكراد إيران للسير على الخط والعمل على إنشاء كيان جديد في شمال غرب إيران وجنوب تركيا.

باختصار ستكون المنطقة بكاملها معرضة لانفجار شبيه بما حدث في المنطقة إثر قيام الكيان الصهيوني في فلسطين منذ 69 سنة مضت، انفجار سيمتد تأثيره المتشح بالقومية أو الطائفية إلى مناطق أخرى في الدولتين وسيفوق تأثيره القادم ما يمكن أن يصيب العراق وسوريا بسبب ما أقدمت عليه الدولتان ومساهمتهما في إشعال نار الفتنة على الأرض العربية، وستحل مؤامرة “بلير – بوش” محل سايكس بيكو... والله أعلم.