يا علماء الدين يا ملح البلد، من يصلح الملح إذا الملح فسد، هذا هو التعليق الذي قلته عندما أذيع خبر القبض على مجموعة من رجال الدين السعوديين الذين خانوا أمتهم  وخانوا العلم وأساءوا إلى العلماء، وباعوا الأرض التي تربوا عليها من أجل المال ومن أجل أوهام ساروا خلفها ووظفوا قدراتهم العلمية واللغوية في العبث بعقول ومقدرات الشباب، وصنعوا أجيالا من المتطرفين والإرهابيين.

“المتأخونون” هؤلاء ظنوا أن شهرتهم الذائعة – أو أتباعهم هنا وهناك -  سوف تجعلهم محصنين بعيدين عن سطوة القانون، ولكنهم وجدوا أنفسهم فجأة في قبضة الأجهزة الأمنية التي لا تنام خلال هذه الفترة العصيبة. باسم الدين، تحولوا إلى خدام لجماعة إرهابية خططت لفرم هذه الأمة وإعادة تشكيلها على هوى ممولي الإرهاب الحالمين بقيادة هذه الأمة الذين ظنوا أن فوائضهم المالية تستطيع أن تتجاوز التاريخ والجغرافيا وتصنع لهم ممالك وامبراطوريات. 

لم يكن مفاجئا نبأ القبض على رجال دين مشهورين، فالاستراتيجية التي اتبعها أمراء الإرهاب تقوم على تجنيد علماء لامعين هنا وهناك ليقوموا بعملية التنظير للإرهابيين الذين يتم تجنيدهم للقيام بمهام القتل والتخريب، وهؤلاء الذين جرى تجنيدهم ليسوا موجودين على الأراضي السعودية وحدها، ولكن في غالبية الدول العربية، ومنهم من تم استقدامهم ليكونوا إلى جوار أمراء الإرهاب، ليصنعوا هالة من القداسة والاحترام حولهم.

ليس فقط رجال الدين الذين سقطوا أمام إغراء المال وأصبحوا أبواقا لرعاة الإرهاب، بل هناك إعلاميون كثيرون قاموا بالدور ذاته من خلال الوسائل الإعلامية التي يعملون فيها، وعملوا كجواسيس لصالح أمراء الإرهاب، ونتمنى أن تتمكن الأجهزة الأمنية، ليس في السعودية وحدها ولكن في كل دول الخليج، من الإيقاع ببعض الإعلاميين الذين باعوا أنفسهم للشيطان ولم يراعوا أمانة الكلمة، فهؤلاء منتشرون في كل وسائل الإعلام العربية.