السلام عنوان الأمن والاستقرار، وأساس الرخاء والنماء، وهدف الاحتفال باليوم العالمي للسلام تعزيز مبادئ وقيم السلام بين الأمم والشعوب واجتثاث النزاعات المُسلحة. ويتم الاحتفال بالسلام كل عام، وخصص هذا العام إلى الذين أجبرتهم أحداث بلادهم السياسية والميدانية والاقتصادية والحقوقية على الرحيل من بيوتهم وأراضيهم وبلدانهم للنجاة من عُنف الآخرين وطلبًا للحياة في بلدان آمنة كمهاجرين ولاجئين في بلدان تدعم التنوع الإنساني وتناهض التمييز بين البشر.

إن السلام من القضايا المهمة إنسانيًا ووطنيًا ودوليًا ودينيًا، فعالم اليوم تحيطه صراعات سياسية مُهلكة ونزاعات مُسلحة مُدمرة، حروب لا تتوقف في عدد من الأقطار العربية، وهجمات إرهابية مُتتالية في العواصم الغربية، وجرائم إنسانية واعتداءات حقوقية في عدد من البلدان، الكثير من الهاربين من جحيم الموت من بلدانهم يلقون حتفهم على يد تجار البشر، فهناك الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان بسبب الاختلاف في الدين واللون والعِرق.

إن مملكة البحرين من الدول التي تساعد في تحقيق السلام في أنحاء العالم، وأكدت المادة (30) من دستور مملكة البحرين على السلام (السلام هدف الدولة، وسلامة الوطن جزء من سلامة الوطن العربي الكبير)، والسلام في البحرين يؤكد تحقيق جميع الحقوق الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديمقراطية للبحرينيين، ومتوافق مع مبدأ التضامن والتكافل، ومُحقق للوحدة الوطنية والتواصل مع الشعوب الأخرى، ومُجسد للتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني، وهو السلام المُناهض للتمييز والمُعزز لأهداف التربية المدنية والتعايش مع الآخر، وهو ما يُحقق احترام البشرية ونموها وازدهارها، ويُزيل المُخاصمة ويثبت المحبة.

إن أمل البحرين وجميع دول العالم وشعوبها أن يتحقق السلام على الأرض، وأن تكون هناك أنظمة سياسية واجتماعية واقتصادية تخدم الإنسان، يكون فيها آمنًا وسالمًا من أذى الآخرين بعيدًا عن العُنف والشر وكُل أشكال الفتنة.