العدد 3264
الخميس 21 سبتمبر 2017
banner
لم يعد أمامهم شيء إلا حروب الفيسبوك والتويتر
الخميس 21 سبتمبر 2017

بات من المؤكد أن القرار القطري مختطف تماما، وأن قرار العودة إلى الحضن الخليجي لم يعد قطريا على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه رغم كل هذه الفضائح وأن الاقتصاد القطري يسير في طريق الانهيار، والمال القطري أصبح نهبا للدول التي اختطفت قطر وأعطتها الأمان والحماية الوهمية التي لن تدوم، إلا أن قطر لم تتوقف عن محاولات العبث الصبيانية التي تسعى من خلالها إلى هز استقرار المملكة العربية السعودية.

لعبة الفيسبوك ودعوات الثورة وتحديد يوم معين للخروج للميادين مثل يوم ١٥ سبتمبر الذي أرادوا من خلاله العبث بأمن السعودية، أصبحت لعبة قديمة ومكشوفة، والحسابات الوهمية وجيوش الخيبة التي يخترعونها لم تعد تنطلي على أحد بعد أن عرفت الأمة كلها أنه تم استغفالها وجرها إلى ما أسموه زورا وبهتانا بالربيع العربي.

السعودية أقوى بكثير من محاولات الصبية، والشعب السعودي أكثر وعيا من الوقوع في فخ اليائسين الذين باتوا لعبة في أيدي قوى لن ترحمهم عندما ينضب معين المال القطري.

إن أساس الخيبة القطرية هو أن مسؤولي السلطة في قطر، منذ سنوات، اقتنعوا أن مجدهم وبقاءهم وحلمهم الأكبر لن يتحقق إلا على أطلال الدول الكبيرة في المنطقة، وبالتحديد السعودية ومصر، وأخذوا وعودا من قوى معينة بأن أمنهم مضمون، وأنهم سيحلون محل آل سعود الكرام في قيادة الأمة الإسلامية، في مقابل القيام بدور حصان طروادة في المنطقة العربية وجعل العرب يعيشون في حروب دائمة مع أنفسهم.

لذلك باعوا الأمة العربية كلها، معتقدين أن المؤامرات التي حيكت في الظلام ستظل خافية إلى الأبد وأن بإمكانهم أن يستغفلوا الجميع إلى ما لا نهاية، فراحوا يسكبون الدمع على فلسطين ويؤيدون حماس، وفي الوقت ذاته يقدمون خدمات جليلة لإسرائيل.

أليس من الغباء أن يعتقد إنسان أن زوال السعودية ومصر سيجعل قطر كبيرة وآمنة؟ لو حدث هذا لا قدر الله فإن قطر ستكون أول الغنائم التي سيقتسمها أعداء الأمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .