العدد 3261
الإثنين 18 سبتمبر 2017
banner
مسلمو بورما وسقوط جديد للعالم المتمدين
الإثنين 18 سبتمبر 2017

تعامل العالم، خصوصا القوى الكبرى صاحبة القدرة والتأثير، مع قضية مسلمي بورما يقدم دليلا جديدا على أن الإرهاب سيبقى طويلا، وسوف يسقط الآلاف من الضحايا هنا وهناك، لأن العالم غير جاد في محاربة الإرهاب، ولأن الكيل بمكيالين أساس السياسة العالمية التي تقوم على المصالح ثم المصالح، مهما كان حجم الضحايا ومهما ارتوت الأرض بالدماء.

العالم لم يقدم شيئا تجاه وقف المذابح التي تجري في بورما، حتى دكاكين حقوق الإنسان لم تقم بشيء يذكر تجاه هذه القضية التي تهين العالم كله وتبصق في وجه الإنسانية جمعاء.

عندما قام إرهابيون ينتمون لحركة طالبان بتحطيم تمثال بوذا قام العالم كله ولم يقعد، وكانت الدول الإسلامية في مقدمة العالم كله في رفضها ما قام به هؤلاء المتشددون من اعتداء على هذا التراث الإنساني وهذا التمثال الذي يقدسه البوذيون، ولكن العالم لم يرف له جفن لرؤية الأشلاء البشرية والذبح الذي يجري ليلا ونهارا للنساء والأطفال.

لماذا لم تخصص الولايات المتحدة جائزة كبيرة لمن يساعد في القبض على الراهب البوذي الذي يدير هذه الحرب بفتاواه العنصرية الداعية إلى تطهير ميانمار من المسلمين، كما فعلت تجاه أسامة بن لادن؟ ما الفرق بين إرهاب بن لادن وإرهاب الراهب البوذي الذي يصف المسلمين بأنهم أقل شأنا من الكلاب؟

حتى لو كان المسلمون في هذه البلاد يشكلون حركة انفصالية، فهذا لا يبرر هذه الإبادة الجماعية التي تمارس ضدهم هناك، ولا تبرر السكوت العالمي المهين تجاه ما يجري.

الحقيقة الواضحة فيما يجري في ميانمار أن المكيافيلية بلغت مداها فيما يتعلق بمواقف وسياسات الدول الكبرى تجاه قضية مسلمي الروهينجا، فالمسلمون باتوا يستخدمون من قبل القوى الكبرى كأدوات لتحقيق مصالح هذه القوى، بمعنى أن ترك هذه المذابح على هذا النحو البشع سيؤدي إلى تحريك العنف الإسلامي في هذه المنطقة كلها، وبالذات داخل الصين التي تضم 20 مليون مسلم، وهذا هو المطلوب من أجل هز استقرار الصين، فالمهم أن تتحقق مصالح الكبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية