العدد 3260
الأحد 17 سبتمبر 2017
banner
اليوم الدولي للديمقراطية (1)
الأحد 17 سبتمبر 2017

يحتفل العالم في سبتمبر باليوم العالمي للديمقراطية، وشعار احتفال هذا العام هو “الديمقراطية ومنع الصراعات”، وذلك لحاجة العالم الذي دمرته الصراعات وأفنت شعوبه إلى تحقيق الأمن في البلدان والسكينة في نفس الإنسان، وإلى تعزيز المؤسسات الديمقراطية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وتحقيق سيادة القانون ونشر مبادئ حقوق الإنسان، ويأتي الاحتفال بهذا اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة من أجل الوقوف على تطور الممارسة الديمقراطية بشكل عام، ولمعرفة جهود كل دولة من أجل تعزيز مكتسبات الديمقراطية فيها.

إن الحروب التي تشهدها الدول اليوم ومنذُ سنوات، خصوصا في الوطن العربي، هي نتيجة الصراعات الداخلية بين الأحزاب والميليشيات التي تغذيها قوى أجنبية وسياسات خارجية، وهي صراعات لا تعمل على حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها هذه الدول بل تؤدي إلى اتساعها، كما أنها تؤدي إلى تفتت الوحدة الوطنية لشعوبها، وكل حزب سياسي أو ميليشيوي يعتقد أنه الأحق بحل مشاكل بلاده ولم يع يومًا أنه جزء من هذه المشاكل، فالصراعات الداخلية لا يتم حلها بالأسلحة والتفجيرات، بل بالحوار والقنوات الشرعية ومؤسساتها، ومن الداخل دون أي تدخل من الخارج، لا أشخاصًا ولا مؤسسات ولا دولا، فأي صراع هو نتيجة لسبب، وعندما يتم القضاء على هذا السبب يُحل الصراع، وتحقيق الإصلاح والأمن والاستقرار لا يتطلب التنافس على السلطة السياسية بل بتعاضد الجميع على تحقيق السلام في الدولة وبناء اقتصادها وتحقيق الرخاء لشعبها، ومنع وقوع العُنف وقتل الآخر بمجرد الاختلاف معه، وتمكين كل فرد في المجتمع سواء كان رجلاً أو امرأة من المشاركة في البناء، وبدعم من سيادة القانون.

إن الديمقراطية جزء من الحلول التي تسعى إليها الدول للانتقال إلى واقع يحظى فيه الجميع بمساحة من الحياة الجميلة والسعادة في بلادهم، بعيدًا عن المشاكل السياسية والآلام الاقتصادية والأوجاع الاجتماعية، ولأجل أن يعيش الإنسان على أرض مليئة بالقِيم، تنتعش بالحُرية، وهي قِيم وأمور ليست عبثية بقدر ما هي أساسية للإنسان حثت عليها الأديان السماوية، وصاغتها مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكتبتها العهود والمواثيق الدولية التي أقرتها الدول ومُنظماتها.

الديمقراطية تعني بناء الحياة للإنسان، حياة يحصل فيها على جميع الخدمات العامة من رعاية صحية وتعليم وإسكان، وعمل لائق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية