إن مملكة البحرين مقبلة في السنة القادمة على فرض ضريبة القيمة المضافة، وهي أول نوع من الضرائب التي ستمس بشكل مباشر المواطنين والمقيمين، صحيح أن هنالك ضرائب آخرى، ولكنها لا تمس بشكل مباشر جيوب عموم الأفراد كالضريبة الجمركية وضريبة الدخل على شركات النفط، ولذلك ارتأينا كمتخصصين في المجال الضريبي وبالتعاون مع صحيفة البلاد أن ننشر الثقافة والوعي الضريبي للمواطنين والمقيمين عبر سلسلة من الحلقات التوعوية، سنحاول قدر المستطاع أن تكون مبسطة وسهلة للفهم.

بداية ولكي نستطيع أن نستوعب الحلقات القادمة من هذا البرنامج التوعوي حول كل ما يتعلق بالضرائب يجب أن نبين تعريف الضريبة؛ لأن الكثيرين يخلطون بينها وبين الرسوم.

تعرف الضريبة بأنها استقطاع مالي إجباري نهائي من الأفراد، تفرضه الدولة بقانون، دون مقابل مباشر محدد لمن يدفعها؛ مساهمة من الأفراد في المصلحة العامة.

إذن الضريبة مبلغ سيستقطع منك، بشكل لا إرادة لك فيه (إجباري)؛ لأن الضريبة تكون بقانون ملزم من السلطة التشريعية، وبشكل نهائي، أي أن المبلغ المستقطع لا يرد لك، فأنت لا تقرض الدولة؛ لذلك ليس لك الحق في مطالبة الدولة بإرجاع المبلغ، والضريبة عندما تدفعها لا يكون مقابلها سلعة تحصل عليها أو خدمة بشكل مباشر، فهي ليست بيعا وشراء، وليست كالرسوم التي تدفعها مقابل حصولك على خدمة كالرسوم البلدية التي تدفعها، وليست كالمقابل (الثمن) الذي تدفعه لتحصل مثلا على سلعة الكهرباء والماء من هيئة الكهرباء والماء، فأنت تدفع الضريبة مشاركة منك فيما يحقق النفع العام والمصلحة العامة، وهذا النفع العام وتلك المصلحة العامة تقررها الدولة.

إذن أنت تدفع الضريبة وستحصل على منافع غير مباشرة كأن تقوم الدولة بإنشاء جسور وشوارع ومجمعات وأماكن سياحية وترفيهية وغيرها، وأنت تستفيد من هذه المنشآت والمرافق التي تنشئها الدولة من أموال دافعي الضريبة (الممولين) الذين أنت منهم، ومن مصادر الإيرادات الأخرى التي تكون في يد الدولة، فمنفعتك ستأتيك، ولكن بشكل غير مباشر.

وبعد أن حددنا تعريف الضريبة بشكل مبسط، نفرق الآن بينها وبين الرسوم، حيث إن الرسوم تكون مقابل خدمات نحصل عليها من الدولة نستفيد منها بشكل شخصي، في حين أن الضريبة ليس لها مقابل مباشر شخصي محدد لكل فرد، بل هدفها المنفعة العامة للجميع.

عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق بجامعة البحرين

متخصص في الاقتصاد والمالية العامة والتشريع الضريبي