كل سنة وأنتم بخير.

لا تظنوا أنه لا توجد رسوم في العيد بل هناك رسوم من نوع آخر، وهذه الرسوم يفرضها بعضنا على الفرح، فلا تستغربوا ممن يحفر له قبراً مسبقاً وهو على قيد الحياة ويدفن نفسه وربما معه عائلته، ان الحياة منحتنا الجمال والحيوية وكل القيم الجمالية التي من شأنها إشاعة السعادة والصحة في النفوس، ولكن ما استغرب له حقاً نزوع البعض وخاصة في مناسبات الفرح إلى الترويج للحياة السوداوية والى الحزن والكآبة والقتامة التي يغلفون بها كل ما يحيط بهم فلا يبتهجون بالمناسبات ولا يحتفلون بعفوية ويحولون الفرح إلى كآبة ويغلفون كل ما حولهم بالسواد والضجر وكأنهم من أصحاب.

دعوا الناس تفرح وتمرح وتنطلق فما خسرناه وما مررنا به من محن ومن رتابة يستدعى أن ننفض عن نفوسنا الغبار وان ننهض بحيوية وانطلاق وفرح كما هي الشعوب الحية التي تعيش يومها وحاضرها من دون ان ينقص عليها الآخرين بمثل هذه المحرمات والممنوعات كما يفعل بعض اخواننا واخواتنا هذه الأيام من استنكار الفرح.

تنتشر هذه الأيام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي كثير من الدعوات الغريبة والبعيدة حتى عن تراث الأجداد والآباء الذين عاشوا الحياة بعفوية وحرية وفرح من دون انتشار وباء التحريم والمنع والاستنكار حتى ذهب البعض إلى حرمان الأطفال من الرقص والغناء والاستمتاع بطفولتهم.

لا اعرف من ادخل في عقول ونفوس الناس مثل هذه الأفكار المضطربة القاتمة ولا مصدر هذه المشاعر السلبية التي تهيمن على النفوس.. حتى الصغار أصابتهم اللوثة حينما تسربت إلى نفوسهم مثل هذه المشاعر وأذكر أنني كتبت منذ فترة حول انتشار هذه الدعوات المتشددة وهذا حرام وهذا ممنوع وهذا يجلب العقاب السماوي وهذا يحدث الكوارث حتى تحولت حياتنا الى اختناق من كل الجهات.

لقد عاشت البحرين عقودا طويلة بحريات وفرح وحيوية وانطلاق من دون تدخل مثل هذه الأفكار الظلامية المتشددة التي انتشرت اليوم كما تنتشر النار الهشيم، أرجو ألا نشرع أكثر في التشدد مع الحياة العفوية والابتعاد عن نشر الأفكار المسممة للعقول والمدمرة للنفوس ودعوا الناس تفرح كما كانت دائماً فلا ينقصنا اليوم تسميم الحياة بأكثر مما هي مسممة.

دعونا نفرح ونستمتع مع أجوائنا فيكفينا أن البعض جعل من فرض الرسوم كل يوم من حولنا كابوساً فتأتون أنتم بأفكاركم المتشددة وتفرضون رسوماً إضافية أخرى على الفرح. فأصبحت حياتنا حافلة بالرسوم، رسوم على المواطن ورسوم على الفرح والله المستعان.

تنويرة: حين تشرق شمس قلبك في صحراء امرأة، فأعلم بأن ظلالها ستكون حارقة.