+A
A-

زبلين.. أول براءة اختراع للمناطيد الهوائية في العالم

شغف الألماني فرديناند فون زبلين منذ صغره بالسماء، وسيطرت على مخيلته لسنوات طويلة فكرة التحليق ببالونات ضخمة، وظل يطارد حلمه بالطيران بالمناطيد حتى نجح في ابتكار وتصميم أول نموذج يعمل بمحرك وحصل عنه في مثل هذا اليوم من العام 1895 على براءة اختراع منطاد زبلين.

عرض زبلين مشروعه لتصميم مناطيد عملاقة طائرة على الحكومة الألمانية التي رفضته نظراً لغرابة الفكرة حينها، لكنه لم ييأس فأسس شركته الخاصة التي حاول من خلالها الترويج لفكرة الطيران بالسفن الجوية، وفي العام 1900 كانت تجربته الأولى الناجحة للتحليق بأول منطاد ضخم بلغ طوله 128 متراً، وقطر دائرته 12 متراً بمحركين. وعلى الرغم من تحليق المنطاد بنجاح لفترة طويلة فإنه لم ينجح في إقناع رجال المال والأعمال بالاستثمار في صناعة المناطيد.

عانى زبلين نقصاً شديداً في التمويل حتى أدركته مساعدة ملك فورتمبرج، إحدى الولايات الألمانية، وتمكن بفضله من تصنيع المنطاد الثاني الذي كان أصغر حجماً وأكثر تطوراً لكن الحظ السيئ حالفه بفشل تجربته الأولى بسبب خلل في المحركات. كان العام 1906 الانطلاقة الحقيقية إذ صمم زبلين منطاداً جديداً حلق به لفترة أطول وبسرعة أكبر، ومن ثم بدأ الإقبال عليها التي أصبحت بعدها الأكثر تطوراً وانتشاراً في العالم. بعد ذلك نفذت شركة «ديلاج» لمناطيد «زبلين» عدة نماذج استخدمت على نطاق ضيق في الطيران التجاري، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914 استخدمها الجيش الألماني كأداة استطلاع وقنص، ونفذ أول غارة جوية له على لندن منتصف 1915، وشارك بعدها 16 منطاداً في تنفيذ عمليات على نطاق واسع في قصف عدة مدن أوروبية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن زبلين كان صاحب براءة اختراع أول منطاد يعمل بالمحركات، بينما كان الفرنسي جوزيف ميشيل أول من واتته فكرة المنطاد عندما أوحى إليه تصاعد الدخان من النيران بتلك الفكرة. وبعدها كان جاك شارل أول من عبأ المنطاد بالهيدروجين والارتفاع به إلى 3000 متر في الهواء والعودة إلى الأرض بعد طيران استغرق 35 دقيقة.

وفي 1852 تمكن الفرنسي هنري جيفارد من تصنيع منطاد صغير بطول 47.6 متر وبقطر 13.3 متر كان يدفع بواسطة محرك بخاري قدرته 3 أحصنة معلق على عربة على مسافة 7 أمتار أسفل المنطاد ونفذ به رحلة تاريخية من باريس إلى ضاحية ترابيه على بعد 27.7 كيلو متر وكان متوسط السرعة 8 كيلومترات في الساعة على الرغم أن منطاد جيفارد كان ناجحا في الرحلة فقد كانت قدرة محركه منخفضة جدا بالنسبة لوزنه.