العدد 3228
الأربعاء 16 أغسطس 2017
banner
قطر مكشوفة فالأمر كان ضبط مواعيد فقط
الأربعاء 16 أغسطس 2017

ماذا لو لم تتخذ الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب موقفا حاسما ضد قطر، وتركتها تستخدم الإمكانيات العلنية وغير العلنية لدعم الإرهاب؟ قطر كانت تخطط لمرحلة انتقالية، وعبثت في أكثر من قطر عربي، وحاولت أن تشغل شعبها الشقيق بتفاصيل حياته اليومية عبر توسيع قاعدة الامتيازات حتى أبعدته تماما عن الساحة وأنهت دوره، وهاهو اليوم يمر بأصعب مرحلة في تاريخه بدليل الصدمة التي تعرض لها من مقاطعة الجيران، كما لو أن كل شيء توقف عنده.

طوال عشرين عاما مزجت قطر بين العمل العلني والسري، وبين الكوادر السرية والوجوه الجماهيرية العلنية، رغبة في بناء منظمة إرهابية واسعة بشكل سريع بشتى الإجراءات، لسبب واحد لا غير هو إلحاق الضرر بجيرانها إلى أقصى درجة متصورة، والمعروف في عالم السياسة أن الطرف الذي يلجأ إلى السرية لا يلجأ إليها إلا في حالة ضعفه قياسا إلى قوة الطرف الآخر، وقطر كانت ضعيفة وافتضح أمر صفقاتها سريعا على كل المستويات عند جيرانها، ولكن الجيران فضلوا الحكمة وحسن التصرف واللباقة والثبات والصبر على أمل أن تعود قطر إلى رشدها وتضع جهودها في الخير وإحلال السلام في المنطقة، ولكنها لم تستجب وأدارت ظهرها.

على الصعيد التنظيمي كانت قطر مكشوفة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وصبرت كثيرا على شراسة أساليب التدخل في شؤونها واحتضان الجماعات الإرهابية وتبنيها، وربما يسأل أحدهم عن سبب السكوت طوال هذه المدة والجواب... أولا وقبل كل شيء رغبة أشقاء قطر، حيث كان لديهم أمل كبير في عودتها إلى الصف الخليجي وتركها الانحراف واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة النواقص والمساعدة في كشف التنظيمات الإرهابية وضرورة تأدية مهامها كعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز دوره ودفعه نحو تحقيق أهدافه النبيلة، بيد أن قطر استمرت في ممارسة أنشطتها العدوانية “المكشوفة” وأرادت التسابق على إقامة صناعات مشبوهة تتعارض مع هوية ومصالح دول الخليج والتكامل مع قوى معادية عنصرية كالنظام الإيراني، وعندما أدرك الأشقاء “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” أن قطر يستحيل أن تكون على مستوى المسؤولية وتعود إلى بيتها الطبيعي اتخذت الدول مواقفها الحاسمة وفضحت قوى التآمر القطرية والمتعاملين معها، فكل ما في الأمر أنه كان مجرد ضبط مواعيد الصدور بدقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية