العدد 3228
الأربعاء 16 أغسطس 2017
banner
محامون أم مخلصو معاملات؟
الأربعاء 16 أغسطس 2017

لا يزال بعض المحامين المتدربين بمكاتب المحاماة يعانون الأمرَّين من الاستغلال البشع الذي يمارسه معهم بعض أصحاب المكاتب، والذي يبدأ بالرواتب المتدنية، والتي تتفاوت ما بين 100 - 150 دينارا فقط.

إلى ذلك، تلجأ بعض المكاتب لفرض أوقات عمل طويلة على المتدربين تصل إلى تسع ساعات يوميا، وتكلفهم بمهام المراسلين وتخليص معاملات الموكلين، وهو ما يؤثر على جودة فترة التدريب، وتقليص فرص التطوير الوظيفي واكتساب الخبرة، كما أنه يحطم نفسية المتدرب، ويقضي عليها.

ويشكو عدد من المتدربين القسوة البالغة التي يمارسها معهم بعض أصحاب مكاتب المحاماة، وبشكل يأخذ وجها من أوجه العبودية الجديدة، والمتسترة خلف (الإتيكيت) والابتسامات البلاستيكية الخاوية.

ويعتبر التدريب بمكاتب المحاماة شرطا أساسيا؛ للحصول على رخصة مزاولة المهنة، وهي السمة التي تفتح الشهية لبعض النفوس الجشعة لأن تفعل ما تريد، وبقوانينها هي.

ومن الأهمية أن تتخذ الجهات المختصة وبمقدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتي تشرف على برنامج دعم الرواتب، كافة الإجراءات الوقائية لحماية حقوق المتدربين، وإعداد برنامج دقيق لمتابعة أوضاعهم حتى انتهاء فترة التدريب.

البداية الصحيحة سيتمخض عنها محامون أكفاء يخدمون البلد والنَّاس، أما لو كانت البداية بهذا الشكل، فما الجيل المقبل الذي يتوقع منه أن يدخل لسوق العمل وبهذه المهنة الحساسة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .