العدد 3227
الثلاثاء 15 أغسطس 2017
banner
دعم حركة المقاضاة يخدم السلام والأمن في المنطقة والعالم
الثلاثاء 15 أغسطس 2017

يشكل النظام الديني المتطرف في إيران أكبر تهديد للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فيما لو تم تجاهله وغض النظر عنه وعن نشاطاته وتحركاته ومخططاته، وكذلك عدم محاسبته على الجرائم والانتهاكات الفظيعة التي قام بها منذ تأسيسه المشؤوم وحتى يومنا هذا، وإذا كانت هناك  عوامل ضغط ومساءلة ومتابعة ومراقبة ومعاقبة لهذا النظام، فإن ذلك يؤثر بصورة واضحة على تحركاته ونشاطاته.
نظام الملالي الذي ارتكب قائمة طويلة وعريضة من الجرائم والانتهاكات ضد مختلف شرائح الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، استغل تجاهل المجتمع الدولي جرائمه ومجازره وانتهاكاته المختلفة ضد الشعب الإيراني بشكل خاص، خصوصا عندما ظلت القرارات الدولية الموجهة ضد هذا النظام في الإطار النظري فقط، ولم يتم تفعيلها على أرض الواقع، وهو الأمر الذي انتبه الملالي إليه جيدا وتأكدوا من أن قرارات المجتمع الدولي مجرد قرارات نظرية لا تؤثر عليهم ولا تهددهم، لذلك تمادوا كثيرا في نهجهم القمعي واستمروا في ارتكاب جرائمهم وانتهاكاتهم دونما انقطاع.
نظام الملالي لا يعرف ولا يفقه غير لغة الحزم، هذا ما أكدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، بصورة مستمرة منذ أعوام عديدة، ومع أن الأوساط الدولية لم تأخذ كلام السيدة رجوي على محمل الجد، لكن عامل الزمن أثبت مصداقية مقولة زعيمة المعارضة الإيرانية، وهو ما دفع العديد من الأوساط السياسية والإعلامية الى المطالبة بتغيير أسلوب ونمط التعامل مع هذا النظام وجعله متسما بالحزم، الأمر الذي أجبر نظام الملالي على اتخاذ الحيطة والحذر خوفا وتوجسا من هذا التطور، غير أن السيدة رجوي، وهي الأكثر إدراكا وخبرة وممارسة ومعرفة بكل أمور وشؤون هذا النظام، بادرت إلى قيادة حركة مقاضاة هذا النظام عن مجزرة صيف 1988، التي أعدم خلالها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، والمطالبة بمحاسبة هذا النظام ومحاكمة قادته ومسؤوليه على جريمتهم البشعة التي ارتكبوها.
حركة المقاضاة هذه التي صارت تحظى بقبول ودعم وتفهم ملفت للنظر من جانب الأوساط السياسية والإعلامية الدولية ورحب بها الشعب الإيراني وتفاعل معها، صار هناك حراك شعبي بنفس الاتجاه تضامنا معها، ومن المهم جدا دعم هذه الحركة إقليميا ودوليا خصوصا أن لدى هذه الحركة كل الأدلة والمستمسكات القانونية التي تدعم مطالبها وبالأخص بعد انتشار التسجيل الصوتي لآية الله منتظري الذي يعتبر دليلا عينيا دامغا لقيام هذا النظام بارتكاب مجزرة عام 1988.

إن توسيع دائرة هذه الحركة المستمرة منذ سنة من شأنه أن يشكل أكثر من تهديد ضد النظام، بل من الممكن جدا أن يساعد على حدوث زلزال شعبي داخل إيران لا يبقي على نظام الملالي أبدا. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية