العدد 3227
الثلاثاء 15 أغسطس 2017
banner
نيمار سياسيا
الثلاثاء 15 أغسطس 2017

ربما تظن قطر أنها حققت نجاحًا من إتمام انتقال اللاعب البرازيلي نيمار من صفوف نادي برشلونة الإسباني الى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الذي تمتلكه مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، بعد أن شغلت الرأي العام الرياضي وغير الرياضي بهذه الصفقة التي بلغت قيمتها 222 مليون يورو، وهو مبلغ يفوق ثلث الأرباح التي حققها باريس سان جيرمان خلال العام.

إلا أن هذا الانشغال ـ وهو أحد دوافع قطر من إبرام الصفقة ـ ليس كل الحكاية، إذ إنه حتمًا سينتهي بعد فترة طالت أم قصرت وسيعود الاهتمام مرة أخرى بالقضية الأساسية وهي الممارسات القطرية والانتهاكات التي أدت لعزلتها عن أشقائها الذين تضرروا منها وفاض بهم الكيل ونفد صبرهم عليها، إضافة إلى أن هذا الانشغال نفسه لم يكن لصالح قطر في كل الأحوال بل كان ممزوجا في الغالب بالاستياء منها.

“نيمار” من وجهة نظر قطر لن يكون مجرد لاعب كرة قدم، بل تريد أن تجعل منه واجهة لنظامها و”سفيرًا” لها ووسيلة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه، فمن أين ستجد تسويقًا أفضل من هذا اللاعب الذي يصل عدد متابعيه على إنستغرام إلى 80 مليوناً وعلى فيسبوك إلى 60 مليون متابع وفقًا لمجلة “فوربس”، ويمثل مجالا أكثر تشويقًا وإثارة وجذبًا للاهتمام من قبل كل الفئات والأعمار، أي مجال كرة القدم.

إن إصرار قطر على إنجاز صفقة “نيمار” رسالة تؤكد المضي في ممارساتها المرفوضة التي كانت سببًا في عزلها، وهي تريد أن توحي  للعالم أنها تعيش ظروفا طبيعية بعيدة عن أي ضغط  وهو ما يتناقض مع تصرفات أخرى وشكاوى تقدمت بها لمنظمات دولية تستنجد فيها بهذه المنظمات لإنقاذها من سوء الوضع الذي تعيش فيه.

قطر تدرك أن اسمها الآن بات مقرونًا بالإرهاب والتدخل في شؤون الغير وغيرها من الصفات السلبية، فأرادت أن تقرن اسمها برياضي شهير مثل نيمار لعل ذلك يحسن صورتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية