العدد 3224
السبت 12 أغسطس 2017
banner
آخر المطاف في حركة مقاضاة ملالي إيران
السبت 12 أغسطس 2017

لم تنفع كل الجهود والمساعي المختلفة التي بذلها نظام الملالي من أجل التغطية على جريمته الكبرى في صيف عام 1988، عندما بادر بإعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، علما أن جهود النظام توزعت على عدة محاور، لكن لبشاعة الجريمة ودمويتها غير المسبوقة تاريخيا، ظلت ككابوس على رأس النظام ولعنة تطارده.
اليوم، وبعد مضي 29 عاما على الجريمة التي هي بمثابة جريمة القرن لأنها لا نظير لها، خصوصا أنه تم ارتكابها بحق سجناء سياسيين كانوا يقضون أحكاما قضائية صادرة من محاكم النظام نفسه، ونقض تلك الأحكام بتلك الفتوى الحمقاء من جانب الملا خميني، أكبر دليل على هزالة القضاء في ظل هذا النظام وعدم استقلاليته كما يزعم الملالي، لكن، وإزاء ذلك، فإن حركة المقاضاة التي بدأتها زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، منذ سنة، والتي باتت آثارها وتداعياتها ظاهرة وواضحة على النظام، خصوصا من حيث مشاعر الخوف والرعب والقلق التي تهيمن على الملالي وسعي العديد منهم للتنصل من مسؤولية ارتكاب تلك الجريمة حتى لا تتم مطاردتهم قانونيا، خصوصا أن هناك حراكا شعبيا داخل إيران بهذا الصدد.
حركة المقاضاة التي تقودها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، تمكنت بامتياز من إيجاد قاعدة عريضة لها داخل صفوف الشعب الإيراني ممثلة في الحراك الشعبي الذي يطالب بالتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها، فيما تمكنت هذه الحركة أيضا من خلق قاعدة عريضة على الصعيد الدولي تطالب هي الأخرى بمحاسبة ومحاكمة قادة النظام الإيراني المشاركين في هذه الجريمة وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للنظام الملا خامنئي.
من الواضح جدا أن جعبة نظام الملالي تكتض بالجرائم والمجازر والانتهاكات المروعة غير أن مجزرة صيف عام 1988 تنفرد بدمويتها وقسوتها المفرطة، وعندما نجد المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان تمنح أهمية استثنائية وغير مسبوقة لهذه المجزرة، فإن ذلك يأتي أيضا كدليل عملي على أن هذه الجريمة لا يمكن لها أبدا أن تمضي من دون محاسبة مرتكبيها، وهي من النوع الذي لا يمكن أبدا أن يتم غلقه ووضعه على الرفوف، ولذلك فإن الذي يبدو واضحا وجليا هو عزم السيدة رجوي على الاستمرار بقيادة هذه الحركة حتى المحطة الأخيرة لها، وهي تقديم الملالي وعلى رأسهم خامنئي للمحاكمة ونيلهم العقوبة والقصاص على جريمتهم. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .