العدد 3222
الخميس 10 أغسطس 2017
banner
العربي... “أبوي ما يقدر إلا على أمي”
الخميس 10 أغسطس 2017

خرجت قبل أيام نائبة كويتية بتصريحات مسيئة ومستغربة يشيب لها شعر الجنين، وهي تعلق على الأخبار الواردة بشأن زيارة محتملة للمطرب العراقي كاظم الساهر لبلادها لأول مرة منذ 27 عاما؛ لإحياء حفل غنائي هناك، وموجهة خطابها له بالقول “لا أهلا ولا سهلا بمن طبّل وصفق للغزو العراقي الغاشم”.

وللأسف الشديد، فإن هناك أفرادا ممن لا يحسبون على الشعب الكويتي المعروف بنخوته وترحيبه الكبير لضيوفه، من انحدر لهذا المستوى الهابط من الأخلاق، وراحوا يضربون على هذا الوتر العدائي ضد هذا الرجل الذي عرفه القاصي والداني بأنه رمز في سمو أخلاقه ورفضه الحروب والقتل الحرام، وكل ما ينتهك من كرامة الإنسان، ويحط من قدره.

الفجور في الخصومة التي ينتهجها بعض ممن يسمون مجازا بالعرب ضد بني جلدتهم، أصبحت ظاهرة مؤلمة ومدعاة للتقيؤ، ولا يضاهينا أحد في بغضنا بعضنا بعضًا، ولا استخدام المفردات “القذرة” ضد بعضنا بعضًا إلا نحن أمة القرآن!

إسرائيل - ذلك العدو - أصبح فخورا بنا، وهو يرى التناحر والتقاتل والتشاتم بيننا، و“يدق إصبعا” في حال التشرذم التي تضرب مفاصل الأمة العربية بلا هوادة.

ولو أن الروائي الروسي العظيم دوستويفسكي كان حاضرا هذه الأيام بيننا لما وجد صعوبة في كتابة رواية مشابهة كالتي كتبها بعنوان “الإخوة الأعداء” في توصيف محنة العربي، وكيف أننا غدونا أشداء على بعضنا ورحماء على الغير.

هل كُتب على العربي منذ ولادته أن تداس كرامته، وأن يبقى شقيا طوال حياته - اللاوفيرة أصلا - من قبل أناس كانوا من المفترض أن يكونوا الصدور الحانية له، وأن “يتعاونوا على البر والتقوى”، ولكن بدلا من ذلك أضحوا الخنجر في ظهر هذا الإنسان، ومصدر تعاسته الأبدية.

نحن أحوج ما نكون الآن إليه إلى استفاقة تخرجنا من غشاوة ظلت تلازمنا قرونا، وتسببت في وأدنا وقتلنا مصلبين بلا رحمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .