العدد 3211
الأحد 30 يوليو 2017
banner
حضانة أبناء المطلقين
الأحد 30 يوليو 2017

مواقف ومشاهد مؤلمة يدمى لها القلب يعيشها أبناء المطلقين وتبقى في ذاكرتهم مدى الحياة وقت تسليمهم بالقوة الجبرية في مراكز الشرطة، قضية في غاية الأهمية والخطورة نشرتها الزميلة “الأيام”.

ثقافة الانتقام وانعدام لغة التحاور بين المطلقين، ومحاولة كل طرف إيذاء الطرف الآخر بزرع الكراهية في نفوس الأبناء، والإصرار على حل النزاعات بالمحاكم ومراكز الشرطة... واقع مرير تعيشه مئات الأسر المفككة، والجميع خاسر في النهاية، أمراض نفسية وجسدية مزمنة بل انحراف الأبناء وضياعهم.

طالب المتخصصون بضرورة إيجاد آلية لتسليم الأطفال تراعي الجوانب النفسية والإنسانية لحالة الطفل، من الواضح وجود خلل كبير في الأجهزة التنفيذية المسؤولة، وأيضا غياب دور المرشدين الاجتماعيين والقانونيين لتوجيه الأبوين خصوصا الطرف الممارس للعنف النفسي واللفظي والجسدي. السؤال: أين دور مكتب التوفيق الأسري، ومكاتب الإرشاد الأسري والمراكز الاجتماعية؟!

نرى أهمية عقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلي الأجهزة التنفيذية من قضاة، ومسؤولي مراكز الشرطة، والمراكز الاجتماعية، ومكتب التوفيق الأسري، ومركز حماية الطفل، والمجلس الأعلى للمرأة، وممثلي جمعيات الطفل والمرأة، لوضع أفضل الحلول واإجراءات للتعامل مع الطفل والأبوين في مثل هذه الحالات منعاً لوقوع الأضرار النفسية المدمرة للطفل وطرفي النزاع. مكتب حماية الأسرة بمديرية أمن المحرق له تجربة ناجحة في هذا الجانب يمكن الانطلاق منها.

القضية إنسانية وأبعادها خطيرة على حياة ومستقبل الطفل وعلاقته بأبويه بعد الطلاق والضرر واقع على المجتمع أجمع، الفراغ التشريعي وغياب الوازع الديني والأخلاقي... أسباب زيادة قضايا الحضانة التي عالجها القانون الجديد في 16 مادة تغلب مصلحة المحضون، لكن الوضع يتطلب جهودا توعوية وخدمات إرشادية لإقناع الطرفين بالحلول الودية ومنع وقوع الضرر على المحضون حتى لو اضطرا اللجوء إلى القضاء. 

هناك خلل ثقافي وتربوي في مجتمعنا وراء كثرة حالات الطلاق والنزاعات بين المطلقين في المحاكم، نحتاج لشراكة بين الجهات الرسمية والأهلية لنشر الوعي قبل وبعد الزواج، وتعزيز ثقافة الحوار بين المطلقين للاتفاق على الحضانة والنفقة والزيارات وتجنب قطع الرحم بين الأبناء والطرف الحاضن وغير الحاضن، لابد من دور فعال لقادة الرأي ووسائل الإعلام وخطباء المساجد إلى جانب دور المناهج الدراسية. أعيدوا القيم والأخلاق المحمدية في العلاقات الأسرية فالعنف لا يولد سوى أبناء منحرفين، فلا تقتلوا أولادكم بأيديكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية