العدد 3208
الخميس 27 يوليو 2017
banner
آلة فرم الأرزاق
الخميس 27 يوليو 2017

لا تبدو الأخبار القادمة من داخل أروقة المؤسسات والشركات سارة لكثير من البحرينيين هذه الأيام، فطاحونة الفصل التعسفي والاستغناءات قائمة على قدم وساق ويجري الإعداد لها بطريقة تشي بشيء من “السيكوباتية” عند بعض مسؤولي هذه الشركات وتبشر المواطنين بالدخول في دوامة انعدام الأمن الوظيفي.

وكانت “البلاد” قد نشرت في عددها الصادر يوم 20 يوليو الجاري خبرا عن الاستغناء عن 99 مهندسا بحرينيا تابعا لإحدى شركات الهندسة والمقاولات بذريعة “الضائقة المالية”، وهو رقم مهول وكاف لوضع حياة هؤلاء الموظفين وعوائلهم على المحك والتسبب بمشكلات اجتماعية كبيرة.

بعدها بأيام من هذا الخبر المؤلم زف لي أحد الأصدقاء الآسيويين العاملين في أحد متاجر تجزئة بيع الملابس المعروفة خبرا لايقل أسفا عن الخبر المنشور في الصحيفة، قائلا “شركتنا أبلغت عددا من البحرينيين بالاستغناء عنهم”، ليكتمل بعدها لدي المشهد الدرامي وتتكون لدي قناعة راسخة بأن المواطن قدره أن يكون في صدارة أولويات أجندات الفصل التعسفي في حال ما تعرضت مؤسسته أو شركته للتعسر المالي.

لا يجدر بنا الركون لمثل هذه الأخبار واضعين رؤوسنا في الرمال، حيث أصبح المواطن في حالة ترقب وهو يرى أقرانه وقد تم رميهم في “الشارع” في ليلة وضحاها بعد تقديم الغالي والنفيس لشركاتهم، ليتساءل بعدها “متى سيأتي الدور علي؟”.

آلة فرم الأرزاق يجب أن يوضع لها حد، خصوصا أن توجيهات سمو رئيس الوزراء واضحة بهذا الشأن وتؤكد على ضرورة الإبقاء على الموظف البحريني في أعتى الظروف وإيجاد البدائل المناسبة لمواجهة الظروف المالية الصعبة لهذه الشركات والنأي عن أي تداعيات يمكن أن يسببها اللجوء لمثل هذه الإجراءات التعسفية.

طريقة تعاطي بعض الشركات المتعسـرة مع البحرينيين على أنهم الحلقة الأضعف يجب أن تتوقف وتجابه بقوانين رادعة وجازمة وتؤكد بصراحة أن المواطن يجب أن يكون الخيار الأخير في حالة اتخذت قرارات بالفصل وأن تتوصل لتسويات منصفة ترضي جميع الأطراف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية