العدد 3208
الخميس 27 يوليو 2017
banner
هل نبحث عن عدو؟
الخميس 27 يوليو 2017

من يتابع الأحداث العربية يرى أن البوصلة السياسية العربية لا تعمل بصورة صحيحة، وأن التمييز غير واضح بين أعداء الأمة وأصدقائها، بل وصل بنا الحال أحيانا إلى التظاهر بصداقة أو الرغبة في صداقة الأعداء. ربما تكون المعايير التي يمكن عليها بناء العلاقة والتفريق بين الصداقة والعداوة مقلوبة عندنا أو مختلفة عن الواقع، لذلك أجبرت الأمة على الولوج إلى الحالة الرمادية التي لا تستطيع من خلالها التمييز بين الألوان ومعرفة الأسس التي عليها يمكن البناء الصحيح والتمييز بين الصديق والعدو.

ما نعرفه أن العدو أو الصديق لا يقاس بالمصلحة الوقتية أو الربح المادي، وإنما يقاس بالتوافق على المبادئ والبناء عليها، يقاس بمن يقف معي في اكتساب حقوقي ومن يعيق ذلك، من يغتصب حقي أو يحاول اغتصابه ومن يعينني على استرجاع تلك الحقوق أو منع اغتصابها، من يقف معي لبناء مستقبلي ويكون معي في الأوقات الصعبة قبل اليسيرة ومن يكون عكس ذلك.

مقياس العدو أو الصديق عند الأمم لا يقاس بالأفراد وإنما الشعوب، فمن يقف مع الشعوب يكون صديقا ومن يكون ضدها فهو العدو، فالأفراد مصالحهم أو عداواتهم وقتية تقوم على المصالح الآنية المتغيرة أما مصالح الشعوب فهي دائمة مستقرة راسية لا تتغير، بالتالي من يكون مع الأمة في طموحاتها ومستقبلها يكون صديقا لها يستحق الثناء، أما من يكون مناقضا لمصالحها فإنه العدو الحقيقي لها وبالتالي لابد من الابتعاد عنه.

من هنا وبناء على هذا المقياس تكون الصهيونية وما يسمى بـ “إسرائيل” العدو الحقيقي لنا ولأمتنا وكل من يقف مع هذا العدو ويدعمه هو أيضا عدو لنا يناهض مصالحنا وتأتي على رأس القائمة الرأسمالية العالمية التي يقودها الغرب، وكل من يقف سدا أمام مستقبل أمتنا هو الآخر عدو... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .