+A
A-

"الملفات القطرية لدعم الإرهاب" .. قيادي "أخواني" يكشف الدور القطري في تمويل الإرهاب تحت ستار الأعمال الخيرية

بث تلفزيون أبوظبي اليوم برنامجاً خاصاً بعنوان " الملفات القطرية لدعم الإرهاب " والذي تخلله لقاء مع عبد الرحمن خليفة بن صبيح السويدي وهو أحد أعضاء الإخوان المسلمين في الإمارات حيث كشف القيادي الإخواني المنشق والذي يقضي عقوبة السجن في الإمارات على خلفية انتمائه سابقاً لما يعرف بـ" التنظيم السري" عن تفاصيل جديدة وحقائق صادمة عن دعم الحكومة القطرية له وللتنظيم في إطار مخطط لنشر الفوضى، وكشف السويدي ايضاً عن سر تراجعه وتخليه عن التنظيم المتشدد الذي يحظى بدعم دول تدعم الإرهاب وفي مقدمتها قطر.
وقال القيادي الإماراتي السابق والمسؤول عن الأعمال الخيرية في جماعة الإخوان المتشددة (التنظيم السري بالإمارات) عبدالرحمن بن صبيح السويدي في لقاء بثه التلفزيون إن قطر أرسلت مدربين إلى الإمارات في عام 2010 لتدريب شباب التنظيم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على الحكومة وتنظيم مظاهرات وإحداث حالة من الفوضى في البلاد على غرار ما حدث فيما يسمى بالربيع العربي.
وقد تم انتداب كلا من مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور والصحفي محمد مختار الشنقيطي للتدريب في هذه الدورة التي كان طلابها أعضاء في التنظيم السري، وأكد أن إرسال مدرب موظف في قناة الجزيرة، هو أوضح دعم من قطر للتنظيم السري في الإمارات، وكان ذلك عملاً غير إعلامي وإنما تدريبياً تنظيمياً.
كما كشف السويدي عن دور قطر في استقبال أعضاء التنظيم الهاربين من الإمارات واستصدار وثائق مزورة لهم لتسفيرهم إلى تركيا في نهاية المطاف من أجل الاستمرار في نشر التحريض ضد الإمارات عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة والإخوان، وقال إن بعض الهاربين سافر إلى قطر ببطاقة هوية فقط دون جواز سفر، وهناك حصلوا على وثائق سفر لا نعلم من أين جاؤوا بها.
وتطرق بن صبيح إلى علاقة مشبوهة تجمع قطر وإسرائيل وحماس في آن واحد، والرابط بينهم كان الإخوان، قائلا إنه في أحد المهمات "كانت المؤسسة الخيرية التابعة للتنظيم تريد التدقيق في أحد المدارس التابعة لحماس في الضفة الغربية بفلسطين، فحصلنا على التأشيرات الإسرائيلية من مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في قطر"، وأبديت اندهاشي من التسهيلات التي قدمت للوفد من أجل اتمام الزيارة.
وأكد السويدي الذي كان يرأس العمل الخيري التابع للتنظيم في الإمارات أن كافة الأعمال الخيرية كانت عبارة عن واجهة فقط لنقل الأموال إلى فروع التنظيم الإخواني في بلدان أخرى، ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تجنيد الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، وقال: كانت الأرصدة الضخمة في رصيد القيادات ما هي إلا تبرعات تصور المحسنون أنها ذاهبة إلى المحتاجين.
وأوضح القيادي المنشق أن أموال المتبرعين التي كان من المفترض أن تذهب للمحتاجين، استخدمت عبر جمعيات قطرية مثل راف ومؤسسة قطر الخيرية وغيرها في تعزيز الفكر المتطرف ونشر فتاوى يوسف القرضاوي الذي يعد المرجع الفقهي الأول للتنظيم الإخواني العالمي، وأضاف: كانت الأموال تذهب إلى ما يعرف باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي عمل على نشر الدعاية القطرية وفكر القرضاوي.
وقال السويدي: "الفتوى كانت مقترنة دائما بالمال"، مشيراً إلى أن إغداق أموال التبرعات على المنظمات في أوروبا جعلها تتأثر وتروج لفكر القرضاوي وتنظيم الإخوان، ومن ثم نشر هذا الفكر بين الشباب في أوروبا خاصة هؤلاء المسلمين الجدد، فيما كشف عن تمويل قطر لمكتب التنسيق الخليجي لجماعة الإخوان ومقره إيران، وأكد أنه التقى سابقاً مسؤول التنظيم الإيراني ويدعى أبو يحيى عبدالرحمن البيراني ومقيم في طهران، والذي ينظم أمور المكتب، وينظم أمور الإخوان تحت إشراف الحكومة القطرية.
كما لفت السويدي الى أن " الدوحة دعمت حسن الدقي وهو أحد مؤسسي التنظيم السري في الإمارات ، وقد لعب دوراً كبيرا في تجنيد المتطرفين لتنظيم داعش في سوريا والعراق، ومهد الطريق لبعض العسكريين المغرر بهم مثل محمد العبدولي الذي قتل في سوريا، وهو مدعوم من عدة جهات ومنها قطر، وقام بنشر العديد من الكتب والآراء لنشر الفكر المتطرف، وأسس حزب الأمة الإرهابي".
وأكد السويدي أن قطر تصدر إلى العالم أموال الشعب القطري وفتاوى القرضاوي، فكل مبلغ مالي يخرج من أي دولة له دوافع فكرية معينة، ولفت إلى أن المؤسسات المحتاجة للأموال عندما تقبل أموال المانحين فإنها تقبل أيضاً فكرهم ورغباتهم، وقال إن فتاوى القرضاوي كانت ترافق وتعزز كل أموال تبعثها الدوحة للتنظيم لإحداث الفوضى وتنفيذ مخططات إرهابية في عدة دول بينها الإمارات، وقد أسهم يوسف القرضاوي في توظيف تمويلات الجمعيات الخيرية القطرية في صالح التفجيرات والإرهاب.
وأوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان أن جمعية الإصلاح اليمنية الإخوانية التابعة لحزب الإصلاح هي أهم مستقطب للمساعدات القطرية، كاشفا سر تراجعه وتخليه عن التنظيم المتشدد قائلا: "المعاملة الحسنة من الأجهزة المختصة في بلادي، هي ما جعلني أغير فكري، وأكشف زيف دعاية الإخوان" مضيفًا : " ماعشته خلال أيام التحقيق من راحة مخالف تمامًا لما كنا نسمعه " وقد ندمت ولا أريد لغيري أن يسير في الطريق الخاطئ.. أنا نادم وهناك فرصة للبعض للنجاة، وأن يعيد ترتيب أوراقه.
واعتبر السويدي أن "الفترة الراهنة التي تتزامن مع أزمة قطر هي الوقت المناسب لاستعراض تجربته المؤلمة، وأخذ العبر منها لكي لا ينجر المزيد من الأشخاص إلى التنظيمات المتشددة مجددًا وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية"، وحول اعتقاله وتعذيبه في إندونيسيا ختم عبدالرحمن بن صبيح بالقول: "اختطافي عبر أجهزة الأمن شائعة.. وماقدموه لي كان بإسلوب حضاري جدًا، وأخجلني من نفسي لاحقًا لأنني كنت مذنبًا ودخلت إندونيسيا بطريقة غير شرعية".