العدد 3193
الأربعاء 12 يوليو 2017
banner
على المنطقة أن تعيد النظر بعلاقاتها مع ملالي طهران
الأربعاء 12 يوليو 2017

طوال أكثر من 37 عاما، عمل نظام الملالي من أجل عدم السماح بإقامة أية علاقة أو تعاون أو تنسيق بين المقاومة الإيرانية ودول المنطقة، خصوصا أنه جعل من ذلك خطا أحمر أمام تلك الدول، وللأسف البالغ باتت معظم دول المنطقة تلتزم بهذا الأمر بصورة أو بأخرى من دون أن تولي هذه المسألة الاهتمام اللازم ولم تمحص الأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك، ومن المستفيد منه في نهاية المطاف.

هذا الخط الأحمر المشبوه الذي وضعه هذا النظام أمام دول المنطقة، منح نفسه في ذات الوقت حقا مطلقا في التدخل في دول المنطقة وتأسيس أحزاب ومنظمات وميليشيات تابعة له تقوم بتنفيذ مخططاته وأجنداته الموجهة أساسا ضد شعوب ودول المنطقة، وكما هو معروف، فإن هذه الأحزاب والميليشيات تسببت في خلق الكثير من المشاكل لدول المنطقة بل باتت من أهم المعضلات الأساسية التي تواجه هذه الدول.
ما تجب علينا ملاحظته هنا والتدقيق فيه مليا، هو أن هذا النظام وفي الوقت الذي يقوم فيه بتأسيس أحزاب وجماعات معادية لشعوبها وأوطانها فإنه في نفس الوقت يمنع دول المنطقة من إقامة أية علاقات مع المقاومة الإيرانية التي هي معارضة أصيلة نابعة من أعماق الشعب الإيراني وتعبر عن آماله وتطلعاته، والأهم من ذلك أن المقاومة الإيرانية وعلى عكس تلك الجماعات العميلة لطهران، تعمل دائما على فضح وكشف المخططات المشبوهة لطهران التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، أي أنها عامل إيجابي في المنطقة، خصوصا أنها تشدد وتؤكد دائما على قضية العلاقات الإيجابية بين إيران ودول المنطقة وتطمح لبناء إيران مسالمة خالية من الأسلحة النووية وتحترم إرادة واستقلال الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها، وهذا ما دأبت المقاومة الإيرانية على التأكيد عليه ولا سيما في تجمعاتها السنوية العامة التي كان آخرها تجمع الأول من تموز الماضي الذي أكد مرة أخرى بقوة هذه المبادئ.

عدم وجود علاقات مناسبة وملائمة بين المقاومة الإيرانية وبين دول المنطقة، وفي نفس الوقت وجود أحزاب وجماعات مشبوهة في دول المنطقة ترتبط بطهران، يجعل من الكفة في المعادلة السياسية القائمة في المنطقة راجحة لطهران، وهذا الأمر لا يخدم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة كما أنه لا يصب في مصلحة شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني نفسه، خصوصا أن المقاومة الإيرانية أثبتت أنها دائما في صف شعوب المنطقة.
من المهم جدا على دول المنطقة أن تعيد النظر مليا في هذه المسألة وأن تراجع موقفها ولا تترك الساحة خالية للنظام الإيراني وأن تبادر للاعتراف بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني، وهي بذلك تدعم عمليا نضال الشعب الإيراني وتطلعاته المشروعة من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير بالإضافة إلى أن هذا الإجراء يساهم في تعديل وتصحيح المعادلة السياسية القائمة في المنطقة وجعلها لصالح شعوب المنطقة برمتها. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية