العدد 3191
الإثنين 10 يوليو 2017
banner
الـبـحـريــن أولاً
الإثنين 10 يوليو 2017

هي البحرين، وهو خليفة، روحان في جسد، ساعدان في مدد، يقدمها سموه عن حياته، يفديها بها، ويحمي حماها وأمجادها، ويصون أرضها وعرضها.

إنها البحرين، في خاطره وفي دمه، في كيانه وفي حنانه وفي غضبته، يذكرها أينما كان وأينما حل، ولا تتوه رباها من مخيلته، ولا شمسها أو ضحاها من بصيرته.

هي البحرين أولاً، والبحرين آخراً، والبحرين دائماً، في مجلسه الأمسي المهيب تحدث سمو الرئيس بكل الحب عن مملكته الحبيبة، وكأنه يتمشى في وديانها وروابيها، يجول بخاطره وناظريه ليرى كل سعفة نخيل على وجوهنا، وكل ابتسامة عمرٍ في شفاهنا، يراها مثلما يرى الوجود في ولادته الأولى المشرقة، أنباء مستمرة عن شلال التألق والنماء، الصبر والعطاء، والبذل والإباء، مجلس الأمس ليس كبقية المجالس، في نظرته الحانية البعيدة وكأن سموه يطارحنا الحديث لأول مرة ليقرأ في عيوننا مجاري المياه الرائقة قطرة قطرة.

كنا في معيته حفظه الله ورعاه نبتهل إلى العلي القدير بأن يحفظ تراب بلادنا ويحمي حمانا وأهلنا وسماءنا، فالمنطقة فوق بركان، والحيز المترامي من حولنا تدججه الجيوش والأساطيل والعيون الحاقدة، لذلك كانت اللحمة هي دعوته الخالدة والوحدة هي ديدنه المتصل، والتكاتف مع الأشقاء في السعودية والخليج والوطن العربي بأسره هي رؤيته الممتدة لبلاده وأمته.

تحدث سموه بكل جلاء واقتدار كعادته عن المواطن، عن معاناته اليومية، وعن مطارحاته الفكرية، وعن طموحاته المشروعة البديهية، فوعد بأن يكون للحكومة الرشيدة دورها في تحقيق آمال مواطنيها وحفظ حقوق أراضيها، والدفاع في البعيد والقريب عن أبنائها وصواريها.

 

وتحدثت إلى سموه بعد أن أعطاني شرف الكلمة حيث قلت لكبيرنا الأغر: سنظل دائماً مع سموكم على الوعد، على العهد، والدرب والصراط المستقيم، نذود عن وطننا الحبيب مثلما عودتمونا وعلمتمونا وربيتمونا، وطننا البحرين سلمت للأبد، وأرضنا الأبية هي مآبنا وملاذنا الأول والأخير، ليس لنا من دونها وطن ولا يوجد لدينا من دونكم قيادة، فبكم ازدهرت البراري واخضرت الصحاري وارتفعت السواري، وبحمدكم لربكم بارك لكم فيها.

شكراً لسموكم على فتح الدروب وتعبيد الطرق وتسهيل المرور في القرى والمناطق والجسور فأنت للوطن إرادة وأنت إرادة الوطن فشكراً لكم.. شكراً لكم.

إن المنطقة والعالم تمران بمنعطف خطير تتطاحن فيه الدول والمذاهب والأعراق والأقاليم، يرتمي في أحضانه العنف والإرهاب والتطرف والشياطين، لكننا بعون الله وحفظه وبقدرة وصلابة قادتنا وإيمان وعزيمة مواطنينا سنكون دائماً على المحك، شعب واحد متراص مع قيادته، صف منيع في وجه كل من تسول له نفسه شق الحصون وخرق القانون وضرب اللحمة والوحدة والمتون، من هنا كان سمو رئيس الوزراء حاسماً قاطعاً، كونوا يا أبناء الشعب يداً واحدة، قلباً محباً للسلام معزاً متفانياً إلى الأمام، فلا تستمعوا إلى الدعوات المغرضة، أو النوايا المفسدة، أو الاصطفافات الإقصائية البائدة.

هنا لم ينس سموه المواطن، لم يمر على همومه ومعاناته مرور الكرام، لكن الأمير القائد عرج إلى الميزانية العامة للمملكة، إلى اجتماعه التالي مع مجلس النواب يناقش معهم بنود تلك الميزانية حيث وعد - وفقه الله - بأنه لا مساس بالمواطن ومعيشته، ولا عدوان على طموحاته وحاجاته وسلامته، فالتنمية هي الإنسان، والأمن هو الإنسان، والبحرين هي الإنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .