العدد 3190
الأحد 09 يوليو 2017
banner
ثمار مقاطعة حكومة الدوحة
الأحد 09 يوليو 2017

بعد قرار دول المقاطعة تجاه الجارة قطر بقطع العلاقات معها حتى العودة لرشدها وصوابها، بعيداً عن النفاق السياسي، وعن المراوغة والطبطبة على الأكتف، توقف الإرهاب بالمنطقة بشكل مفاجئ ومباغت، وكأن “ماسورة” التمويل قد ترجلت عن ممارسة دورها الإستراتيجي العابر للحدود بتمويل الإرهاب ومن يقف خلفه.

ففي الموصل انهار تنظيم “داعش” بعد قرار المقاطعة وبأيام قليلة، وبتصريح رسمي صدر عن الحكومة العراقية نفسها، وبعد حرب ضروس دامية ضد المليشيات الموشحة بالأسود، حرب أكلت ما أكلت من الأخضر اليابس، وأشعلت ما أشعلت لدول الإقليم والعالم.

وفي سيناريو مشابهه، توقفت الصواريخ الحوثية من استهداف السعودية فجأة، وتوقفت هجمات المليشيات على الحدود، وعلى نقاط الحراسة والتمركز لقوى التحالف العربي على غرة، وبتوقيت مريب، يوجه أصابع الاتهام للحكومة القطرية، وعلى ما تمارسه من سيناريوهات ظلامية من تحت الطاولة، سيناريوهات تقوم على تصدير البارود والدم والموت لجيرانها، ولمبررات غير مفهومة، ولكنها خبيثة النوايا بكل الأحوال.

وفي تطور جديد لا يقل عن سابقيه، خرج اللواء خليفة حفتر منذ يومين على وسائل الإعلام ليبشر بتحرير منطقة بنغازي الإستراتيجية من المليشيات الإرهابية والتكفيرية بعد معارك طاحنة، استنزفت ما استنزفت من الدماء الليبي، والمال الليبي، والنسيج الاجتماعي الليبي نفسه.

وفي البحرين، تضاءلت العمليات الإرهابية الداخلية بشكل كبير، وخفت التفجيرات بالعبوات الناسفة وغيرها، كما تناقصت عمليات إرهاب الشوارع وقطع الطرق، والاعتداء على رجال الأمن، وبتوقيت متزامن مع قطع الدول الأربع لعلاقاتها مع الحكومة القطرية، وتضييق التحويلات المالية عليها، وعلى بنوكها، وما يسمى بمؤسساتها الخيرية.

كل هذه المؤشرات تحمل دلالات دامغة على بدء حصد دول المقاطعة والخليج والإقليم ثمار مقاطعة حكومة الدوحة، والتي نأت بنفسها بتعنت وغطرسة صبيانية عن الصف العروبي والخليجي، ولتسلم قراراتها السياسية بكل بساطة للساسة الأجانب المؤدلجين، والذين سلبوا قطر إرادتها وهويتها العربية، ودفعوا بنظامها وشعبها للدخول بدوامة مجهولة، وبهدف تحقيق المنفعة الشخصية، بأن يقتاتوا على خيرات قطر، وعلى خيرات الشعب القطري، ولا غير ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية