العدد 3187
الخميس 06 يوليو 2017
banner
التهديدات الإيرانية لم تسلم منها قطر
الخميس 06 يوليو 2017

لم تهدد إيران دول الخليج أبداً بقطع علاقات دبلوماسية أو مقاطعة اقتصادية، بل هددتها بالحرب والإبادة والاحتلال، وذلك كما فعلت وتفعل في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وكذلك الأذرع الإيرانية المتواجدة في الخليج وهي أذرع من مواطني هذه الدول الذين يحملون جنسياتها كما يشغلون مناصب ويسيطرون على الاقتصاد وشبكاتهم ممتدة في المؤسسات التي تعتمد عليها إيران في تدبير المؤامرات والانقلابات في دولهم وتدعمهم مادياً وإعلامياً وعسكرياً.

ونأخذ هنا التقارب الإيراني القطري السريع في المجال العسكري، وهو الأخطر من نوعه، فقد لا تشكل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية خطرا بقدر ما يشكل التعاون العسكري الذي يفسح المجال للحرس الثوري الإيراني بالتمركز في الدولة التي تتعاون معها تحت مسمى الدفاع المشترك أو التعاون العسكري الذي يتمثل في المناورات العسكرية وغيرها من القواعد العسكرية التي تتبع الاتفاقيات العسكرية.

ومن التهديدات الإيرانية لدولة قطر ما ذكره تقرير نشر على موقع “عصر إيران” المقرب من كبار قادة الحرس الثوري في 2010 تحت عنوان “إيران تهدد قطر في حال استخدامها اسم “الخليج العربي” بالمونديال، حيث ذكر التقرير أن “إيران ستتبنى موقفا حازما حيال قطر إذا أقدمت على الترويج وتزوير الاسم التاريخي للخليج الفارسي خلال مونديال 2022، وأن هذا البلد الصغير يحاول بواسطة الدولارات التي يحصل عليها من موارد النفط والغاز تعزيز مكانته الدولية، وقطر تسعى إلى المشاركة في حل القضايا الإقليمية والدولية بلعب دور الوسيط واستضافة المؤتمرات، إلا أن هذا لا يشكل أي حرج لنا لكن المشكلة العمل ضد الأمن القومي لإيران”، كما حذرت إيران قطر على لسان رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية بالقول “احذر حكام قطر من مغبة السقوط في فخاخ أميركا، مما يعرض أمن بلادهم إلى المزيد من المخاطر”.

الأخطر من ذلك هو تهديد إيران بغزو قطر رداً على إهانة المرجع الشيعي السيستاني على قناة الجزيرة في 2007، حيث منعت بعدها دخول مراسلي الجزيرة مجلس الشورى الإيراني وأغلقت مكتبها، حتى تعتذر قطر عن هذه الإساءة، ثم يعتذر وضاح خنفر حيث قال: “لم نقصد بأية حال الإساءة للسيستاني”.

ثم بعدها تنقلب الأمور لصالح قطر، وذلك عندما كشف الحوثي حسن زيد أمين عام حزب الحق باليمن ومن المقربين من حزب الله الإرهابي وأبرز المؤيدين للثورة الخمينية أن “الدفاع عن قطر هو الدفاع عن إيران، ومن مصلحة إيران دعم قطر بحكم اتفاقية الدفاع المشترك بينهما”، كما مدح أيضاً ذكاء إيران في تشجيع تركيا على أن تكون في الواجهة عسكرياً بهدف توسيع الشقاق والخلاف بين المعسكر المراد توحيده ضد إيران، وكي لا يعزز الاتهام لإيران بأنها تريد أن تتوسع وتلتهم دول الخليج، وأن تركيا مستهدفة أيضاً بالهجمة على قطر بغرض إضعاف موقفها إقليمياً بتحويل حليف قطر إلى عدو”.

إيران مهما سارعت بالتقرب من قطر، فنواياها أبعد من التقارب، عندما يراودها حلم احتلال دول الخليج، وقطر لم تستثن من هذا التهديد، وهاهو الحلم قد يصبح أقرب إلى الواقع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية