العدد 3187
الخميس 06 يوليو 2017
banner
أيها الفنان... خدمة الوطن لا تحتاج الموافقة والتصديق
الخميس 06 يوليو 2017

لا يمكن بحال من الأحوال أن ينعزل الفن عن ممارسة دوره المؤثر على الواقع وعن دوره الاجتماعي والسياسي، فنحن دائما نتحدث ونقول إن الفن يحمل رسالة اجتماعية ويزيد من وعي الناس، ولكن مع الأسف لا نرى الفنان يدخل المعترك ومازال بعيدا عن تلك القضايا التي يتحدث عنها ويتكلم أكثر مما يفعل رغم اشتداد الغزو وقوته والمشاكل الكبيرة التي تتعرض لها مجتمعاتنا، يخيل إلي أن الفنان مازال واقفا دون جواب ويرفض ربط الفن بالحياة الاجتماعية والسياسية والاستفادة من إمكانياته وتأثيره على الناس لزيادة وعيهم، فهو يرفض أن يربط الفن بالحياة والظروف التي نعيشها ومن هنا نرى ضعف الفن - بكل أشكاله... تشكيل وسينما ودراما ومسرح... - في مجتمعاتنا الخليجية وانعدام ارتباطه بالنماء والتطوير وكأنه معزول تماما في شارع متخم بالكسل والإهمال.

هزات عنيفة تتعرض لها مجتمعاتنا ومع ذلك نرى الفنانين خارج التاريخ ولا يأخذون الحدث بعين الاعتبار وأقولها صراحة غير ملتزمين بقضايا المجتمع وكأن خدمة الوطن تحتاج إلى الموافقة والتصديق أو أصبحت في مجال الصرف، وبهذا المفهوم للفن تكون مجالات الإبداع الفني عندنا مجرد “هراء وشكليات” وبئس الفن الذي ينعزل عن الحياة والمجتمع ولا يؤدي وظيفته كما ينبغي ولا يتفاعل مع الأحداث ويكون على صلة وثيقة بمسألة التفريق والتمييز بين الصح والخطأ.

أعتب كثيرا على الفنان البحريني الذي وقف وببراهين قاطعة خارج إطار الحدث وكل ما تعرض له المجتمع منذ العام 2011 وتخلى عن وعيه الثقافي ولم يعمل بكل صدق وظل كمن لا يعرف أن يتذوق ويميز ما حوله من أحداث ومآس هددت المجتمع، كان مثل الذي ينظر إلى المحلات من واجهات الزجاج ويرفض الدخول وهذه المسألة تحتوي في حد ذاتها أهم جوانب الخذلان والتقاعس عن خدمة الوطن وقت الشدائد، ولعيذرني من يطلق على نفسه اسم “فنان”، فوقت الامتحان لم يجدك الوطن حيث كنت في هوة الضياع والنسيان وفي غربة لا يعلم بها إلا الله. الفن بأنواعه رسالة، وهو معلم ومرشد، وأيضا في الوقت نفسه سلاح قوي ولكنكم لم تعرفوا مكانته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .