العدد 3183
الأحد 02 يوليو 2017
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
ما فائدة “الجزيرة”؟
الأحد 02 يوليو 2017

بعدما قدمت الدول العربية الأربع قائمة المطالب الثلاثة عشر لقطر أصبحت الكرة في ملعب الدوحة، فإما أن تستمع إلى صوت المنطق وتنحاز إلى واقعها العربي والخليجي، أو تغلب مصالح لاعبين خارجيين يسعون لتنفيذ أجندة مشبوهة لا تخدم المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون، بل تضر قطر نفسها وتضرب أسس العلاقات التي تجمع بين الأشقاء.

ثقتنا كبيرة في حكمة قادتنا وقدرتهم على إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة قبل أن يستغلها المتربصون لتقويض الأمن القومي العربي والخليجي عبر وسائل الإعلام الخبيثة، وعلى رأسها شبكة “الجزيرة”، التي تسعى إلى شق صفّ الأمة وإحداث شرخ دائم بين شعوبها وقادتهم.

الدوحة ستثبت أنها عدلت عن موقفها السلبي تجاه أشقائها إذا ما أغلقت “الجزيرة” والتزمت بتعهداتها، وبخاصة تلك التي وقعت عليها في قمة الرياض، وستؤكد أنها تجاوزت السبب الذي دفع الشيخ حمد بن خليفة لإطلاق القناة العام 1996، وذلك ردا على موقف الدول العربية من انقلابه على والده، رحمه الله، والانقلاب المضاد الذي عقبه.

أما آن للدوحة أن تدرك أن السبب الرئيس الذي أنشئت من أجله “الجزيرة” انتفى، وأن هذا المشروع الإعلامي فقد مصداقيته بسبب انحيازه الواضح في تغطية الأحداث المؤسفة التي شهدها العالم العربي مطلع العام 2011، والتي حملت اسما يدل على خبث من يقف وراءها. بالنظر إلى أسماء وانتماءات معظم العاملين بـ “الجزيرة” كان من المفترض أن تصبح الداعم الإعلامي الأكبر والأهم للقضية الفلسطينية، لكنها أضرت بالقضية وكرست الفرقة بين الفلسطينيين، بل كانت أول تلفزيون عربي يسجل ظهورا لشخصيات إسرائيلية على شاشته!

عندما يسأل صناع القرار في الدوحة أنفسهم؛ ما فائدة “الجزيرة” بالنسبة لقطر؟ وما الجدوى من استمرارها؟ سيجدون أن الإجابة الصادقة هي “لا شيء”، بل أن ضررها كبير وشرها خطير، وحين يقتنعون بهذه الإجابة نأمل أن تتوفر لديهم الشجاعة الكافية لتصحيح الخطأ.

أليس من الأفضل أن تنفق قطر أموالها على مشروع إعلامي وطني يخدم مصالح الخليج العربي والعرب كافة، فالأوضاع الحالية التي يشهدها العالم والمنطقة تفرض على الجميع حمل معاول البناء، لا معاول الهدم التي تشهرها “الجزيرة”.

نحن لا نريد مخربين بين ظهرانينا، بل نحتاج إلى العمل المشترك وتوحيد الصف والتعاون لمواجهة القضايا المصيرية وتحقيق المصالح الإستراتيجية، وهذا بالتأكيد لا يمنع وجود مساحة للخصوصية والتنافس الإيجابي بين الأشقاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .