العدد 3183
الأحد 02 يوليو 2017
banner
تغيرت الموازين يا نائمين
الأحد 02 يوليو 2017

تسفي برئيل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية قال بالحرف الواحد - وطبعاً هو غير مسرور بهذا الاستنتاج - «ظاهرياً تتفق السياسة السعودية مع سياسة ترامب في كل ما يتعلق بإيران ومحاربة الإرهاب ولكن هل من المرغوب فيه أن تحتكر قوة عربية واحدة (السعودية) تحديد جدول العمل في الشرق الأوسط وخصوصا دولة يمكنها إملاء سياستها على واشنطن أيضاً؟».

قبل سنوات تعرضت شخصياً لحملة وهجوم من بعض المتشددين القومجيين العرب ومعهم بالطبع بعض اليساريين المحنطين منذ أيام الاتحاد السوفيتي بسبب تصريح لي حول واقعية حل الدولتين في فلسطين وإسرائيل، وأذكر أن الحملة بلغت حينها قناة العالم الإيرانية التي استعانت ببعض اليساريين البحرينيين طبعاً من وعد المنحلة برفع راية ضد التطبيع وقلت يومها إن التطبيع قادم شئنا أو أبينا فالساعة لا تتوقف وإذا تعطلت ساعات بعض العرب المحنطين والحالمين بدولة فلسطينية من النهر إلى البحر على أنقاض دولة إسرائيل فهذا الأمر انتهت صلاحيته ولا أدل على ذلك سوى مناورات حماس التي بدأت عقب وصول ترامب البيت الأبيض.
كانت الحملة حينها ضدي وعلى لسان الدمر سعيد الشهابي بقناة العالم ومعه كان يومها إبراهيم كمال الدين واتهمت بالعمالة من قبل الشهابي ذيل الولي الفقيه بأنني سأخسر نفسي ومعي السعودية برمتها لأنها دولة رجعية ولن يُكتب لها البقاء ونصحني بمغادرة المركب، كل ذلك لأنني تكلمت عن التطبيع وقلت إن التطبيع مع إسرائيل قادم طال الوقت أو قصر ولم يكن موضوعنا يومها السعودية لكن هؤلاء الذين زايدوا على فلسطين وهم في قم أرادوا زج السعودية قسراً بفلسطين، اليوم أذكرهم بالمملكة العربية السعودية التي قادت مؤتمراً عالمياً على الإرهاب بما فيه إرهاب إيران وحزب الله وأين أصبحوا هم وأين أضحت الرياض على خريطة العالم.
كان كلام تسفي برئيل في صحيفة هآرتس ينطبق في السابق على إسرائيل التي كانت تملي سياستها على البيت الأبيض، اليوم تغيرت اللعبة وأصبحت دول مجلس التعاون بقيادة المملكة العربية السعودية اللاعب الأكبر في المنطقة ولا أبالغ لو قلت في نصف العالم وبالتالي نأتي إلى هؤلاء الذين اشتراهم الإعلام الثورجي من يساريين وقومجيين من أمثال عبدالباري عطوان في لندن وأخينا شريف في البحرين الذين صدعوا رؤوسنا بفلسطين من البحر حتى النهر، العالم تغير بهندسة جديدة وعليهم أن يستيقظوا من فبركة أن دول المنطقة باعت القضية، من باع القضية هم حماس والإخوان وأنتم بغبائكم وتحجركم يوم خرجتم عن الإجماع العربي وضحيتم بأمن واستقرار المنطقة كلها مأخوذين بدعم الدمر أوباما لكم.
اليوم اللاعب هو المملكة العربية السعودية ومعها البحرين والإمارات ومصر وعلى من يريد أن يغير شراعه (فات الميعاد) أن يعود للسرب فالوقت يحوي ساعات فقط تفصل عن انتهاء الصلاحية.

تنويرة: تغيير الأشرعة قبل العاصفة وليس بعدها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .