+A
A-

بحرينيون يبيعون سيارتهم لتأمين تكاليف “الكشتة”

تنتشر على الأرصفة والساحات الفارغة وجنبات الطرق في مختلف أنحاء البحرين، سيارات من مختلف الأنواع والموديلات كتب عليها “للبيع”.

وهي حالة تكثر في الصيف (موسم الإجازات)، الذي يشهد عرضا زائدا مع انخفاض في الطلب، وبالتالي تراجعا في الأسعار يربطه البعض بعودة المقيمين في إجازات إلى ديارهم، وذهاب البحرينيين إلى قضاء عطلاتهم خارج البلاد.

ويعمد بعض المواطنين والأجانب إلى بيع سياراتهم في هذا الموسم؛ للحصول على مبلغ نقدي بهدف تأمين مصاريف السفر، واحتياجات “الفسحة” أو “الكشتة” كما يطلق عليها البعض.

وقال تاجر السيارات عبدالزهراء محمد إنه يلاحظ إقبال بعض المواطنين على بيع سياراتهم؛ بهدف الحصول على مبلغ نقدي للسفر ولقضاء الصيف خارج المملكة.

وبين لـ “البلاد” أن “هذه الحالة موجودة أيضا عند بعض المقيمين، خصوصا الذين يعيشون في بلدان بعيدة، بحيث لا يستطيعون الذهاب إليها بسياراتهم، فهم يفضلون بيعها بدلا من بقائها في الشارع وتحت أشعة الشمس، ولاسيما إذا لم يكن لديهم (كراج) في المنزل”.

وأوضح أن “هذه الظاهرة تزيد العرض في السوق، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض أسعار السيارات بنسب تتراوح بين 10 % و20 % بحسب السعر الإجمالي، إذ كلما ارتفعت قيمة المركبة زادت هذه النسبة”.

وأيد صاحب معرض “الحيد” للسيارات فاضل العبس ما جاء به عبدالزهراء، بخصوص بيع البحرينيين سياراتهم في مواسم السفر والسياحة، لكنه قلل من عدد المقيمين الذين يقومون بذلك، إذ تظهر هذه الحالة لدى المواطنين بشكل أكبر، بحسب رأيه.

وأوضح أن “الأجانب، عادة ما يسافرون شهرا واحدا فضلا عن أنهم يذهبون إلى أهلهم وذويهم، وبالتالي هم غير مضطرين إلى بيع سياراتهم، في حين يسعى البحريني من وراء ذلك إلى (تكييش) سعر السيارة، وبالتالي الحصول على مبلغ يكفيه لقضاء إجازته في الخارج”.

وتمنح الشركات المالية والبنوك تسهيلات كبيرة لشراء السيارات إذ لا يشترط بعضها دفعة أولى أو كفيلا أو حتى شهادة راتب، خصوصا الأجنبية منها، الأمر الذي يجعل من السهولة على الشخص شراء سيارة عقب انتهاء إجازته وبسرعة قياسية.

ويوجد في البحرين بحسب إحصاءات رسمية نحو 611 ألف مركبة.

وأكد العبس صعوبة تحديد نسبة هؤلاء، أو حتى حجم سوق السيارات المستعملة في البحرين؛ لعدم توافر الإحصاءات الدقيقة، ودخول الكثير من الناس إلى المضاربة في السوق، إذ نجد الموظفين يمتهنون بيع وشراء السيارات في أوقات فراغهم.

وبين أن “السيارات الرخيصة التي تتراوح أسعارها ما بين 1500 و5 آلاف دينار، تنخفض أسعارها في هذا الموسم (الصيف) ما بين 300 إلى 500 دينار، في حين ترتفع هذه القيمة بين 500 وألف دينار في السيارات الفارهة (الفاخرة)”. لكن العبس عاد ليشير إلى تزامن موسم الصيف مع بدء عروض وكالات السيارات والشركات على الموديلات الحديثة، وكثير من البحرينيين يفضلون تبديل مركباتهم كل 3 أو 5 سنوات مرة، إذ تساهم هذه المسألة أيضا في زيادة العرض في هذه الفترة.

وبين أن “الطلب يتركز عادة على السيارات اليابانية، إذ يفضلها أهل البحرين كون أسعارها مناسبة، وقطع غيارها متوافرة، فضلا عن تماشيها مع الحرارة المرتفعة”.

وقال المواطن أبو سعيد - كما أحب أن يسمي نفسه - الذي يستعد لإجازة طويلة يقضاها خارج البحرين مع عائلته، إنه “تعود على تجديد سيارته كل سنتين مرة، ولكنه يربط البيع مع موعد السفر، إذ يستغل المبلغ لمصاريف الرحلة، ومن ثم يعود لشراء سيارة جديدة عن طريق البنك، وهكذا”.

وعند سؤاله عن الخسارة التي يتكبدها من جراء ذلك، فضلا عن الفوائد الإضافية للبنوك قال إن له صديقا يعمل في تجارة السيارات، وهو الذي يرتب له عملية البيع والشراء وبأسعار السوق أي من دون أن يستغله، “وبالنسبة للفوائد (...) حياتنا كلها قروض في قروض” على حد تعبيره.

ويشير صاحب أحد المعارض إلى أن الحالة تتركز خصوصا في السيارات الفاخرة، أو مرتفعة الثمن، إذ يعمد البحرينيون إلى بيعها والسفر في ثمنها من ثم الشراء من جديد بعد العودة. وأكد أن “هذه الحالة لا توجد عند المقيمين، إلا بحالات نادرة، وإن وجدت فسببها ليس الحصول على المبلغ نقدا للسفر، وإنما لغايات التجديد التي يربطها البعض بالعودة من الإجازة الصيفية”.

ويقول سعيد عبدالمولى - مصري يعمل في البحرين - انه سيبيع سيارته قبل سفره بأيام، فهو حصل على إجازة لمدة شهرين ولا يرغب بإبقائها في الشارع، خصوصا أنه يسكن في عمارة لا تؤمن له موقفا خاصا”.

وأكد أنه “يستفيد من ثمن السيارة في الفترة التي سيقضيها عند أهله، ومن ثم يعود لشراء أخرى عند الرجوع إلى البحرين”.

وهو ما فعله المغربي عبدالقادر دغري الذي أكد لـ “البلاد” أنه باع سيارته بالفعل، فهو يستعد للسفر بعد أسبوع تقريبا”، مشيرا إلى أنه “خسر من قيمتها ما لا يقل عن 350 دينارا”.

لكن لتاجر السيارات عمار حسن رأيا مغايرا عمن سبقوه، إذ أكد أن “هذه الحالة غير موجودة في السوق سواء بالنسبة للمقيمين أو البحرينيين”.

وأرجع حسن ارتفاع العرض وتراجع الأسعار إلى ضعف السوق في الصيف المرتبط بالإجازات، فالسيارات موجودة، ولكن لا يوجد مشترون. وجاء رأي صاحب معرض حلا، عبدالله سعود، وسطا بين الجميع، إذ أكد وجود الحالة لكنها - من وجهة نظره - طفيفة، ولا يمكن اعتبارها ظاهرة.

وحول الأسعار قال “إنها تتراجع بنسب قليلة؛ كون العرض يزيد، والسوق تصاب بنوع من الكساد في موسم الصيف”.