العدد 3180
الخميس 29 يونيو 2017
banner
حظر التدخين في جميع الأماكن
الخميس 29 يونيو 2017

هل أصبح حظر التدخين في جميع الأماكن ضرورة؟ أعلم تماما أن موضوعي قد لا يلاقي القبول المأمول عند البعض لأنني أتطرق إلى جزئية من موضوع عام فالناس في العموم بطبيعتهم لا ينظرون إلى المواضيع بشمولية، نُدرك جميعاً أن حكومتنا الرشيدة لم تقصّرعندما أصدرت قرارات وقوانين تحظر من خلالها التدخين في الأماكن العامة كالمجمعّات والمطاعم وحتى في السيارات، وهذه بطبيعة الحال ظاهرة حضارية وصحيّة بل راقية تضاهي ما هو مطبق في الدول المتقدمة، ولكن من وجهة نظري المتواضعة، ومع دعمي الكامل لهذه الخطوة، إلا أنني أرى ضرورة أن يشمل هذا القرار بعض الأماكن الخاصّة مثل النوادي الليلية والحانات، إذ إن التدخين يزداد في مثل هذه الأماكن بدرجة عالية، الأمر الذي يترتّب عليه حدوث الكثير من المضاعفات الصحيّة سواء للمدخن نفسه أو لغير المدخن الذي قد يكون متواجداً في نفس المكان، خصّوصا أن هذه الأماكن مغلقة وضيقّة وتشهد ازدحاماً كبيراً من روادها.

نجد عادة أن جميع الدول الأوروبية وأميركا التي تكثر فيها الحانات يتم فيها حظر التدخين في مثل هذه الأماكن، ونرى الراغبين في التدخين يضطرون إلى مغادرة المكان والتدخين في الخارج ثم العودة إلى الداخل.

إن كانت الدولة قد نجحت بامتياز في منع التدخين في معظم الأماكن العامة في المملكة، فلا شك ستتمكّن من المضّي قدماً في توسيع هذا الحظر، ولابد هنا من النظر بشموليّة إلى الأمور، إذ إنه في حال نجاحنا في ذلك ستكون البحرين أول دولة عربية، ما لم أكن مخطئاً، تتمكّن من تطبيق ذلك، ولا شك في أن ذلك إنما يعكس ثقافة الشعب البحريني.

أذكر أنني زرت ذات مرة إحدى الدول العربيّة الخليجيّة، ودهشت كثيراً بأن التدخين كان أمراً مسموحاً به في المراكز التجارية بل حتى في الفنادق الفخمة حيث أصبحت ظاهرة التدخين في الأماكن العامة منظراً يبعث على الاشمئزاز ويُعطي صورة غير حضاريّة للبلد.

خلاصة الكلام... من خلال هذا المنبر، أوجّه الدعوة إلى وزارة الصحة للعمل بصورة جادّة على تطبيق مثل هذا الإجراء الذي هو جزء لا يتجزأ من مهمة الوزارة ورسالتها، كما أنني على يقين بأن هذا الحظر لن يجد قبولاً من أصحاب الأعمال والمستثمرين في هذه المهنة نظراً لما قد يترتّب عليه من خسائر ماديّة قد تنتج من تطبيقه وبالتالي ينعكس سلباً على الأرباح ولكننا نؤكّد هنا أن المهم لدينا هو صحة المواطن، أولا وأخيرا. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية