العدد 3179
الأربعاء 28 يونيو 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
لا عزاء للشامتين
الأربعاء 28 يونيو 2017

كنت في جولة في بعض مناطق البحرين، وأحزنتني بقايا آثار التخريب من صبية غرر بهم، واستحضرت في ذاكرتي تلك الحقبة السوداء التي مرت بنا، وانتهى بي المطاف إلى مدخل قرية المالكية, حيث نصب الشاعر “طرفة بن العبد” صاحب المعلقة، واستوقفني كثيراً البيت الذي قال فيه:  

“وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً... عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ”.

 وانتقلت بذاكرتي من العصر الجاهلي، إلى يومنا هذا، وأدركت أن الفكر الجاهلي مازال يعشعش فينا، فقد احتجت إلى وقت طويل لأستوعب أن دولة شقيقة كقطر تدعم منظمات إرهابية مستمرة في إيذائها البحرين والمنطقة بتخريبها وعنفها وتدخلاتها في شؤوننا، مستأجرين لا يكفون عن تدميرنا وتشويه سمعتنا وبث الفرقة والتحريض بيننا!!
القضية اليوم أصبحت بأبعادها وعواقبها تتعدى خلافا بين الدوحة والدول المجاورة، فالعالم بأًسره متضرر من هذه المنظمات الفاقدة للضمير والإنسانية التي تستهدف الأبرياء والمستضعفين، فالصامت عنها أو داعمها ومعاونها هو بالتأكيد مثلها، فلا يوجد مصطلح آخر أو عذر يبرر ويجمل هذه الأفعال.
على الجميع اليوم أن يتحمل مسؤوليته في محاربة التطرف والإرهاب، بالنسبة لقطر لا سبيل اليوم لها, غير أن تخضع للشروط التي تدعم التوجهات والمبادرات الخليجية المحافظة على السلام والمحاربة للإرهاب، لا يمكن السماح لمطامع ومصالح أن تسترخص دماء بريئة أو تهدم مستقبل شباب راحوا ضحية الجشع والظلم.
نأمل تجاوز المحنة وانتهاء الخلاف بدءاً من الموافقة القطرية على تطبيق الشروط المطلوبة التي تصب نتائجها في المصلحة العامة، وبإذن الله شدة وتزول... ولا عزاء للشامتين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .