+A
A-

الملك: فقدان الأمن يعني فقدان الدين والنفس والعقل والعرض والمال

المنامة - بنا: أقام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مأدبة إفطار، في قصر الروضة مساء أمس، بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

كما حضر المأدبة كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى، وأصحاب الفضيلة العلماء والوزراء وعدد من المدعوين. 

وصافح جلالة الملك الحضور، وتبادل معهم التهاني بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وأعرب الحضور عن شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك على هذه الدعوة الكريمة، متوجهين بالدعاء إلى الباري عز وجل بأن يعيد هذه الايام المباركة على جلالته بوافر الصحة والسعادة، وأن يحفظ مملكة البحرين وشعبها ويديم عليهما الأمن والأمان والسلام والرخاء.

وبعد تلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ألقى سماحة السيد علي الشريف محمد الأمين الحديث الديني بعنوان “خطر التطرف والإرهاب”، قال فيه: 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وجميع عباده الصالحين

حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ملك مملكة البحرين المحروسة، 

أصحاب السّموّ والمعالي والسعادة والسيادة والفضيلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

لم يعد خافياً على أحد من أولي الألباب مدى الخطورة الناجمة عن التطرُّف والإرهاب وتأثيرهما السّيّئ على حياة المجتمعات وسلامة العلاقات بين الدول والشعوب، وقد بات واضحاً أن الهدف من هذه الظاهرة الخطيرة التي رفعت شعار الدين في منطقتنا هو وصول تلك الجماعات إلى السلطة والحكم من خلال ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية التي تنشر الكراهية وتزرع العداوة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد وبين المسلمين ودولهم ودول وشعوب العالم وصولاً إلى إسقاط دولنا الوطنية القائمة في أوطاننا واستلام السلطة فيها وإقامة دولتهم المزعومة مكانها على جماجم الأبرياء وأشلاء الضحايا.

والتطرف هو الذي يشكل أرضاً صالحة لزراعة الإرهاب، لأن الأول هو الذي يعمل على صناعة الفرقة والبغضاء بين فئات المجتمع التي شكلت من خلال الدولة الوطنية نسيجاً وطنيّاً واحداً، وهذا ما يمهد للتمييز والعداوة بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، وعندما تحصل العداوة تحصل الإصطفافات الطائفية والصراعات الإثنيّة فيكون الإرهاب.

ولا شك في ابتعاد التطرّف والإرهاب عن الدين بكل رسالاته السماوية، لأنها هي التي تشدد على كرامة الإنسان وحقوقه، وهي الناهية عن الفحشاء والمنكر وعن الظلم والعدوان.

 

زعمتم أنكم للدّين قمتم 

وتبغون العدالة صادقينا

فما ذنب النساء وأبرياءٍ

وما ذنب العباد الساجدينا

بيوت الله فجّرتم وجئتم

بإعدام الأُسارى عامدينا

وترجون الجنان بما جنيتم

لقد جئتم ضلالاً مستبينا

كذبتم في مزاعمكم فليست

جنان الخلد مأوى المجرمينا

عرفنا الدين داعية لسلمٍ

ولا يدعو لظلم الآخرينا

عرفنا الدين أخلاقاً حكاها

رسول خاتم للمرسلينا

دعا لمكارم الأخلاق طرّاً

وأرسل رحمة للعالمينا

فما في دينه غلٌّ وبغي

ولا غدر بقوم آمنينا

وفي القرآن حفظ النفس حكم

يحرّم قتلها عمداً يقينا

فعودوا عن طريق ليس فيها

سوى خسرانكم دنياً ودينا

 

وليس المطلوب من المسلمين أن يقدموا شهادة حسن سلوك لغيرهم، ولكن المطلوب أن تقوم حكومات الدول العربية والإسلامية والأفراد والجماعات بتطبيق قيم الرسالة الإسلامية في علاقات بعضهم مع البعض الآخر ومع الآخرين، والتعاون على مواجهة هذا الخطر الكبير والشرّ المستطير، والعمل على تحقيق العدالة والحرية وحفظ حقوق الإنسان ورعاية خطاب الإعتدال ودعمه، وبذلك هم يقدّمون الشهادة لله سبحانه وتعالى الذي وصف أمّتهم بقوله تعالى ‭{‬كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله‭}‬، وإن العالم لن ينظر إلى الإسلام إلا من خلال علاقات المسلمين الجارية في ما بينهم ومع غيرهم من الشعوب والأمم الأخرى.

وحاولت بعض وسائل الإعلام في غير بلدٍ أن تعطي الإرهاب صفة دينية أو صفة لمنطقة معينة باعتبار أنها تدين بالإسلام، هذا مع أن الإرهاب هو فعل يصدر عن فاعله الإنسان مع غض الّنظر عن لونه ومعتقده، وهو فعل ناشيء عن سوء الإرادة وفساد الإختيار، وهما من الصفات الإنسانية العامة والمشتركة بين الأفراد والجماعات من مختلف الثقافات والديانات.

ويجب التّنبُّه إلى بعض المحاولات الهادفة إلى توظيف مواجهة الإرهاب في الصراع بين الإسلام والمسيحية من خلال توصيف الارهاب بالاسلامي أحياناً، أو توظيفه في الصراعات المذهبيّة داخل المنطقة العربيّة والأمّة الإسلامية من خلال توصيفه بأنه إرهاب شيعي تارة أو إرهاب سنّي تارة أخرى!.

إن مثل هذه التسميات تزيد من نار العداوات بين الشعوب وأتباع الديانات، فما يجري في أفريقيا الوسطى من قتل للأبرياء ليس إرهاباً مسيحيّا ضدّ المسلمين، وما جرى في العراق من تهجير للمسيحيين والإيزديين ومن قتل للأبرياء ليس إرهاباً إسلاميّاً ضدّ المسيحيين وغيرهم، لأن التعاليم الدينية في المسيحية والإسلام تحرم كل أشكال العنف والإجرام التي تسيء إلى الإنسان، وقد أكدت المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية على حرمة تلك الأعمال الوحشية وعلى عدم انتسابها للدين، كما لا نقول بأن ما يجري للمسلمين في بورما من أعمال الإبادة والتهجير هو إرهاب بوذي، إن الإرهاب هو فعل جماعات وأحزاب لا تمثل المذاهب والأديان والشعوب، وإنما تمثّل أنفسها وأتباعها بأعمالها الإجرامية الهادفة من وراءها للسلطة والسيطرة والنفوذ، فالأحزاب والجماعات المتطرّفة لا تختزل شعوبها ومذاهبها وأديانها

وفي اعتقادي أن محاولة بعض الدوائر تخصيص الإرهاب بالمسلمين يرتبط بطموحات التدخل الخارجي عند بعض الدول وتبريره لدى شعوبها.

إن محاولة إلصاق تهمة الإرهاب بدين أو مذهب أو منطقة تسيء إلى سبل مكافحة الإرهاب وتعطل الوصول إلى النتيجة المقصودة من محاربته لعدم إمكان مكافحة مظاهر الإرهاب من حياة المجتمع الدولي إذا حاولنا إدخال عامل الدين أو اللون أو المنطقة في انطباق عنوان الإرهاب على الفعل والفاعل، لأن ذلك مما يعطي الإرهابيين فرصة لتمثيل الإرهابيين لمناطقهم وطوائفهم وأديانهم ويتيح لهم الإستحواذ على المزيد من العناصر والأتباع.

وهي بهذا التخصيص للإرهاب بأنه إسلامي تساعد على زراعة الكراهية بين أتباع الديانات . فالإرهاب ليس شرقيّاً ولا غربيّاً، ولا إسلاميّاً ولا مسيحيّاً، إنه فعل المتعصّبين الأشرار الذين ترفضهم كل شرائع الأرض والسماء

إن محاربة الإرهاب مسؤولية جماعية تحتاج إلى تجميع الأفكار والقدرات المتوفرة لدى المجتمع الدولي للقضاء على هذه الظاهرة المنكرة والهادفة إلى ضرب صيغ التّعدّدية في عصرنا والتعايش السلمي بين الدول والشعوب والمجتمعات على اختلاف أعراقها ودياناتها، ولا تكون المواجهة له بمحاولات التمييز في وصف الفعل بالإرهاب من خلال هوية الفاعل وانتمائه الديني أو الجغرافي كما نرى ذلك واضحاً في الاستعمالات المتداولة في بعض وسائل الإعلام.

 

 

إن موقف الإسلام من الأعمال الإرهابية واضح في الإدانة والتجريم وفي اعتبارها حرباً على الله ورسوله، وينظر إليها من خلال قبح الفعل نفسه، ولا يتبدّل هذا الحكم ولا يتغيّر بتغيُّر الفاعل، كما لا يتغّير بتغّير من وقع عليه الفعل، فلا فرق في نظر الإسلام في قبح قتل الأبرياء ومصادرة حرياتهم وممتلكاتهم بين أن يكونوا مسلمين أو غير مسلمين، كما لا فرق في النظرة الإسلامية إلى العمل الإرهابي بين أن يكون الفاعل مسلماً أو غير مسلم، فإن هذا العمل مشتمل على الظلم القبيح بحد نفسه، وهو لا يختلف باختلاف الوجوه والإعتبارات، لأن الظلم لا ينطبق عليه غير عنوان القبح والبشاعة، ولا يستحق فاعله إلا الذمّ والإدانة والعقوبة التي يستحقّها، وقد جاء في القرآن الكريم الحديث عن هذا المبدأ، وهو النزاهة والتجرد عن الكراهية عند إصدار الأحكام على الناس، كما جاء في قول الله تعالى ‭{‬ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى‭}‬-وقوله تعالى ‭{‬وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل‭}‬ واعتبر قتل النفس عدواناً قتلاً للناس جميعاً، كما جاء في قوله تعالى(من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً).

وكل عمل يؤدي إلى زعزعة الأمن والتواصل بين أفراد المجتمع وبين الشعوب والأمم بعضها مع البعض الآخر يكون مخالفاً لغاية التّعدّديةّ من خلق الشعوب وتنوعها، وهي غاية التعارف الشاملة للتّواصل والتّعايش، وهي تتنافى مع كل دعوة غايتها الفرقة والتحارب، وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك التّعدّديّة الناشئة من وحدة المصدر للبشر والنافية للإمتيازات بينهم بغير العمل الصالح بقوله تعالى: ‭{‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا‭}‬ الحجرات.

 

نَهْوى الرَّسُولَ وَنَمْقُتُ الْإِرْهَابَا 

وَنَذُمُّ مَنْ كانوا لَهُ الْأَسْبَابَا

فَمُحَمَّدٌ هُوَ لِلْفَضَائِلِ سَيِّدٌ

مَلَكَ الْقُلُوبَ وَنَوَّرَ الأَلبَابَا

وَمُحَمَّدٌ هُوَ رَحْمَةٌ في شَرْعِهِ 

الإِرْهَابُ حُرِّمَ سُنَّةً وَكِتَابَا

لا يَنْتَمِي لِمُحَمَّدٍ إِلا الَّذي

سَلِمَ الْوَرَى مِنْ غَدْرِهِ وَأَنَابَا

لا يَنْتَمِي لِدِيَانَةٍ مُتَطَرِّفٌ

يُرْدِي النُّفُوسَ وَلا يَخَافُ حِسَابَا

لا يَنْتَمِي لِمُحَمَّدٍ مُتَعَصِّبٌ 

لِقَبِيلهِ تَخِذَ الْعَدَاءَ ثِيَابَا

هُوَ صَاحِبُ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَخَيْرُ مَنْ

وَطَأَ الثَّرَى هَدْيَاً وَقَالَ صَوَابَا

مَا ضَرَّهُ مُسْتَهْزِئٌ أَعْمَى الْبَصِيرَةِ 

ضَلَّ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ وَخَابَا

بِنَعِيبِهِ قَدْ رَامَ يَسْتُرُ بَدْرَهُ 

وَالْبَدْرُ يُنْكِرُ سُتْرَةً وَحِجَابَا

كُونُوا الدُّعَاةَ لِهَدْيِهِ بِتَسَامُحٍ 

سَاءَ التَّعَصُّبُ فِعْلَةً وَخِطَابَا

 

ولذلك فإن البحث يجب أن يكون عن الوسائل لمواجهة هذا المنكر الديني والإنساني الذي يستهدف أمّتنا والعالم، والذي يجب علينا كمجتمع مدني إنكاره من خلال تربية أبنائنا على نبذ ثقافة التطرّف والإرهاب، وتعليمهم نهج الوسطية والاعتدال.

ويجب علينا الوقوف وراء دولنا الوطنية والإلتفاف حول مرجعيتها ومؤسساتها، وأن نكون عوناً لها في المواجهة، لأنه ليس باستطاعتنا أن نواجه هذا الإرهاب بدون الدولة الناظمة للأمر، وقد ورد في الحديث: “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، “والسلطان وزعة الله في أرضه”.

وهنا تبرز أهمّيّة المسؤولية الملقاة على عواتق الدول وولاة الأمر خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي بلغ فيها الشحن الطائفي مستوى خطيراً يهدد نسيج الوحدة الوطنية والتعددية الثقافية في شعوبنا ومجتمعاتنا والذي بات يشكل أيضاً المناخ الملائم لانتشار ثقافة العداء والكراهية للآخر المختلف، وهو ما يهدد أيضاً العلاقات مع شعوب ودول العالم الأخرى. 

والمواجهة للإرهاب المسلح لا تقتصر على السبل العسكرية فقط، بل لا بد من تجفيف منابعه الثقافية أيضاً بمواجهة التطرّف والحالة الطائفية الطارئة التي تهدد الاستقرار في بلداننا وعلاقاتنا مع الشعوب الأخرى، ويكون ذلك بأن يتحرك - بالدرجة الأولى - ولاة الأمر والحكام في دولنا العربية والإسلامية -لأنهم يمتلكون الإمكانات وأدوات المواجهة لثقافة التطرّف بالعمل على ترسيخ قواعد المواطنية التي تقوم على العدل والمساواة بين المواطنين، وبالعمل على دعم وتظهير الفكر الديني المعتدل حتى يصبح المرجعية الدينية والفكرية لعموم المسلمين، ويحصل ذلك بعدة أمور منها: إنشاء المعاهد للدراسات الدينية المشتركة، تأليف الكتاب الديني الواحد لطلاب المدارس الأكاديمية يتحدث فيه عن المشتركات الدينية والفضائل الإنسانية، وأما خصوصيات المذاهب والأديان فهي مسؤولية المساجد والكنائس والمعاهد والمعابد الخاصّة بكل دين ومذهب، اعتماد الوسائل الإعلامية والقنوات التلفزيونية التي تنشر فكر الوسطية والاعتدال في مجتمعاتنا المحلّية وعلى المستوى العالمي، تحديث مناهج التعليم في المعاهد والمدارس الدينية، وتنظيم السلك الديني، وبذلك نمنع من تخرّج علماء الدين من المعاهد المرتبطة بالأحزاب والدول، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء كانوا الدعاة للألفة والإنسجام، وما كانوا دعاة للفرقة والانقسام، إعادة النظر في تشكيل الأحزاب السياسية على أساس ديني، لأن المطلوب من العمل السياسي أن يكون لمصلحة الشعب والوطن، وتشكيل الأحزاب على أساس ديني يضر بالوحدة الوطنيّة للشعب، لأنه يؤدي إلى الفرز والإنقسام بين بين أبناء الوطن الواحد.

ولا يسعنا في نهاية هذه الكلمة إلا تقديم الشكر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله على دعوته الكريمة وعلى جهوده المبذولة في مواجهة التطرّف والإرهاب داعين الله تعالى له بطول العمر وبالتوفيق والنجاح وأن يحفظ مملكة البحرين وشعبها من شر الأشرار وطوارق الليل والنهار، وبمزيد التقدم والإزدهار، وأن يديم عليهم نعمة الأمن والاستقرار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

بعد ذلك تفضل صاحب الجلالة الملك بإلقاء كلمة سامية فيما يأتي نصها: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،، 

أصحاب السمو، ، أيها الإخوة الأعزاء،، 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، 

يسرني أن ألتقي بكم في هذه الأيام المباركة وبالعشر الأواخر من شهر رمضان، لأجدد لكم التهاني بهذا الشهر الفضيل، مبتهلاً إلى المولى تعالى أن يوفقنا جميعاً لصالح القول وخالص العمل. وأن يعيده علينا وعليكم وعلى وطننا العزيز وشعبنا الكريم بالأمن والخير واليمنِ والبركات، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالعز والرفعة والسلام والاستقرار.

كما يسعدني أن أتقدم بالشكر والتقدير لسماحة السيد على الشريف محمد الأمين على محاضرته القيمة التي تحدث فيها عن “خطر التطرف والإرهاب”، فجزاه الله تعالى خيراً على ما يبذله مع إخوانه العلماء والدعاة والمصلحين من نصح وإرشاد، نظير ما قدموا لدينهم ودعوتهم، وما سخروا له أنفسهم ووقتهم خدمةً لأوطانهم ومجتمعاتهم، فلهم منا جزيل الشكر والتقدير والامتنان.

أيها الإخوة،، 

نحمد الله تبارك وتعالى على نعمة الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن الطيب والعزيز، والتلاحم الصادق بين أبناء شعبنا الوفي على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم وطوائفهم. فقضية الأمن والأمان قضية هامة جداً بل من أهم القضايا التي يجب علينا أن نتذكرها دائماً، والتي يجب أن يحرص عليها كل مواطن ومقيم؛ لأن فقدان الأمن يعني فقدان الضروريات الخمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال والتي أمر الإسلام بحفظها. وقد جعل الله تعالى الأمن في رأس نعمه الكبرى: فقال “الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”.

نسأل الله تعالى أن يديم علينا وعلى بلادنا نعمة الأمن والأمان والسلام، كما نسأله سبحانه في هذا الشهر الكريم أن يتقبل منا ومنكم، الصيام والقيام، وصالح الأعمال، وأن يوفقنا وإياكم، لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا، وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يحفظ مملكتنا الغالية البحرين، إنه سميع مجيب الدعاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

وأدى صاحب الجلالة الملك والحضور صلاة المغرب جماعة.