العدد 3173
الخميس 22 يونيو 2017
banner
مجلس الرئيس... العشر الأواخر
الخميس 22 يونيو 2017

 

في العشرة الأواخر من شهر رمضان الفضيل يحثنا الرئيس الوالد خليفة بن سلمان، أن نتذكر سجايا الأولين من قادتنا ورموز نهضتنا، أن نمضي على خطاهم، محافظين على عاداتنا وتقاليدنا، مؤمنين بربنا وأوطاننا، متشبثين بوحدتنا ولحمتنا ورباطنا الوطني المقدس.

في مجلس سموه حفظه الله ورعاه يوم الأحد الماضي، تحدث القائد عن مناسك الأيام المباركة في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم، كان لحديث الروح جادته الكبرى، ولحوار القلوب شغفها الإيماني العظيم، فلكل مؤمن وكل مؤمنة، ولكل مواطن وكل مواطنة، ذلك الدعاء الأبوي الرائع الذي يمنحنا سموه إياه بقلب مفعم بالإيمان، بإرادة أب يوجّه ويحاور ويساند ويقف مع مواطنيه صفًّا واحدًا من أجل رأب الأصداع، ولم الشمل في جميع النواحي والأصقاع، ودحر المؤامرات في مهدها، ومنع الأخطار في ناموسها، ولملمة المتبعثر من أفكار النخب في محيطها، إنه ذلك الإيمان مكتمل الأركان، من زعيم يعرف كيف يقود أمته إلى سواء السبيل، إلى نعم المآب وصون التراب وحفظ المكاسب والمنجزات، والبناء على المراحل والمناقب والإصحاحات.

لقد تعلمنا من الرئيس المتفاني كيف نحب وطننا، وكيف نؤدي واجبنا نحوه، ثم كيف ندافع عن كل ذرة رمل في أراضيه؟ لذلك كان من ضمن ما يتطرق إليه سموه في مجلسه المهيب، ذلك التوجيه السامي، بأن الأمم المتحدة الواعية، ليست كالأمم المتناحرة الكسيرة، وأن الوطن العفى المتراص، ليس كالآخر المتشرذم، المفتت المهموم.

إن أمتنا العربية، ولحمتنا الخليجية قامت على أكتاف قادة أوفياء، في الزمان والمكان، في حسن المعشر ونفاذ البصيرة، والإيمان بالله، لذلك كان التلاقي الحميم بين الماضي والحاضر مرفرفًا على الدوام في مجلس سموه، مهيئًا الحضور لكيفية التعاطي مع التفاصيل الصغيرة لمقدسات الوطن، ولأهمية الفهم لمكنون الأمة ووحيها المتنامي عبر العقود والحقب والعصور، أمة العرب يرعاها رجال، وأمة المستقبل يبنيها رجال، وأمة الحضارة يحرسها رجال، هكذا تنقسم رسائل الأمير الوالد على نفسها إلى خطوط تماس شديدة الحساسية والارتباط مع واقعها، لكنها لا تنقسم أبدًا على معادلات فُرقة أو على معاول هدم، أو على أرقام دخيلة، كل ما هنالك أن التفصيل لا يجب أن يُفضي إلى التفتيت، والخصوصية لا ينبغي أن تقود إلى الانكفاء، فأمتنا الناهضة الواعية تعرف طريقها المرسوم، وتقبل تحدياتها بقلب مفعم بالإيمان والحضور والوصول في تمام المواعيد، هو في حد ذاته خليفة بن سلمان يتقدم الجموع نحو الأمل، ونحو التحدي ، يقود معنا معركة البناء بدرع بطل مغوار، وبصدر مقاتل شجاع، وبروح مفعمة بالحب والإطلال والإبداع.

سلمت لنا يا أبا علي وأبقاك المولى جلّ وعلا فارسًا مقدامًا، وأبًا حنونًا، وحكيمًا عربيًّا رائعًا، أدام الله عليكم نعمته، وأتم عليكم عافيته، وأبقاكم ذخرًا وسندًا لأمتكم وشعبكم.

وكل عام وسموكم والوطن بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية