العدد 3173
الخميس 22 يونيو 2017
banner
لا مكان بجسدنا لجرح آخر
الخميس 22 يونيو 2017

أمننا الوطني وأمن الخليج العربي وسلامة أراضينا وشعبنا قبل كل شيء، لا يمكن أن تساوم أقطار الخليج العربي وقيادته وشعبه على ذلك مقابل أية علاقة مع أية دولة سواء كانت خليجية أم عربية أم أجنبية، تبقى أرضنا غالية ولن تعيش في سلام إلا إذا كان أمنها قويًا، قويًا بقيادته وأبنائه، قويًا بأن لا يستطيع الأعداء اختراقه هُم ومَن يُعاونهم على ذلك سواء بالمال أو العتاد أو الإعلام.

إن قرار مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والأقطار العربية بشأن قطع العلاقات مع دولة القطر لم يكن سهلًا بل صعبًا، لكن ما أتى من دولة قطر لم يكن سهلا أبدًا، ولا يمكن لأية دولة سواء خليجية أو عربية أو أجنبية أن تتقبله، فدولة قطر لم تصن الاتفاقيات الخليجية ولا العهود العربية ولا حتى المواثيق الدولية في علاقاتها مع شقيقاتها أي أقطار الخليج العربي، فبدلًا من أن تتعاون معهم وتقف بجانبهم وتؤازرهم في حربهم ضد الإرهاب قامت حكومتها بمساعدة الإرهابيين ودعمهم واحتضانهم بما يؤدي إلى تحقيق أهدافهم وأجندتهم في أقطار الخليج العربي، خصوصا جماعة الإخوان المُسلمين والنظام الإيراني وأزلامه في أقطارنا الخليجية والعربية.

إن الحكومة القطرية دخلت في متاهات يصعب الخروج منها بعدما تحالفت مع الإرهاب ودعمته بحجة أنه يُكنى نفسه بالإسلام والإسلام بريء منه، وتآزرت مع النظام الإيراني وهو العدو الأول للأمة العربية وبالذات أقطار الخليج العربي، وتعرف الحكومة القطرية نوايا التشكيلات الإرهابية وأجندة النظام الإيراني في أقطارنا الخليجية والعربية.

إن الحكومة القطرية تدرك أيضًا أن هذا القرار جاء بسبب عدد من المواقف التي لا تتوافق مع العمل الخليجي المُشترك في مجلس التعاون ولا مع العمل العربي المُشترك، وأنه جاء بعد دراسة متأنية لتلك المواقف التي أدت إلى الكثير من التداعيات السلبية التي أثرت على أقطارنا الخليجية والعربية، وجاء بعد محاولات كثيرة وعديدة من القيادات الخليجية والعربية لإعادة دولة قطر وقيادتها إلى عرينها الخليجي وساحتها العربية، ومن أجل أن تتخلى عن سياستها وتدخلها السلبي في أقطارنا الخليجية والعربية.

على قطر أن تكف عن أية مُمارسة تؤثر على العمل القومي العربي، وأن تتخلى عن احتضان ودعم الجماعات الإرهابية وأن تحذر جيدًا من علاقاتها مع النظام الإيراني وعدم التدخل في شؤون أقطارنا الخليجية والعربية، يكفينا ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا ومصر وفلسطين والأحواز، فلدينا الكثير من الألم وليس بجسدنا أي مكان لجرح جديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .