إن مشروع القناة المسخ “الجزيرة” ليس مشروعا إعلاميا عاديا يتصل بواقع الأمة العربية والإسلامية، فقد باتت واضحة لكل الشعب العربي والخليجي حقيقة هذه القناة التي تعكس خطط الإعلام الإسرائيلي بشكل واضح، فالصهاينة اهتموا بسلاح الإعلام كسلاح فعّال لتحقيق أغراضهم وأطماعهم منذ أول مؤتمر أقيم للصهاينة في العام 1897.

وعندما دخلت الحكومة القطرية في معاهدة صلح ومودة مع إسرائيل فتحت المدارس والجامعات والمعاهد داخل قطر وخارجها لتعلم برامج الكذب والفبركة والتدليس قبل التمهيد العقلي والشعوري لبدء المؤامرة الرجعية على الدول العربية تحت إشراف لجنة متابعة بقيادة وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، فمنذ العام 1995 انفردت الجزيرة بغزو قائم على قدم وساق يدعم الكيان الصهيوني ويضرب أمن واستقرار الدول العربية قاطبة وينسجم تماما مع السياسة الفكرية للإخوان المسلمين ويدخل في شرايينهم العقلية والعاطفية، ومعنى هذا أن الآيديولوجيا التي أقيمت عليها القناة في الأساس هي آيديولوجيا صهيونية تخريبية هدفها الوحيد غرس اليأس والأحقاد في نفوس العرب وزرع الفتن في أراضيهم.

قناة الجزيرة التي شيدت بأموال قطرية مهمتها الوقوف في وجه كل شيء عربي ومن جملة ذلك الوقوف في وجه السلام وأمن الدول واستقرارها، والوقوف في وجه الخير والنماء والتطوير والتقدم، فهي تتمنى القضاء على كل شيء والإطاحة بكل قيمنا وإرثنا وتاريخنا، وصفحة التاريخ تبين لنا بشاعة المؤامرات ومحاربة العرب والمسلمين عبر الشعارات والبرامج المفبركة الكاذبة وقلب الحقيقة على رأسها وأفعالها السلبية والضارة في كل بقعة من بقاع الأرض، مما دفع الكثير من الدول العربية والغربية بعد انكشاف الأقنعة المستعارة وانتشار أوبئة الكذب والجراثيم إلى إغلاق مكاتبها وطرد مراسليها وإقامة الدعوات القضائية ضدها.

لأول مرة في تاريخ العروبة بكل العصور تخرج أياد عربية من أجل تفتيت البلاد العربية بهذه الصورة والمساحة، ولكن نقول لهؤلاء الذين خلفوا هذا التراث الأسود العفن بكل مناهجه وأساليبه ومنتجاته، لقد توقفت المؤامرة عند هذا الحد وهزمت صناعتكم والمعركة التي تخوضونها فاشلة، فالعرب يعرفون كيف يدافعون عن حقوقهم وكيانهم وحضارتهم، فبينهم وثيقة قومية خالدة لا تعرفونها.